ظهور جماعات منحرفة في العراق: أسباب وأسباب
الخلل الثقافي والتعليمي
كشف الباحث والاكاديمي مجاشع التميمي عن أسباب ظهور بعض الحركات أو الجماعات التي توصف بالمنحرفة في بعض المدن العراقية. وأشار إلى أن جماعات السلوك المنحرف ليست جديدة، بل هي موجودة في كل الفترات، لكن ظهورها في الفترة الماضية نتيجة لخلل ثقافي وتعليمي وغياب واضح لدور رجال الدين في التوجيه والتصدي إلى الأفكار المنحرفة.
الأزمة في المحافظات الجنوبية
وأوضح التميمي أن هناك أزمة في بعض المحافظات الجنوبية، سببها جوانب ثقافية وتعليمية واختلاف كبير في الجوانب الفقهية، خاصة تفسير بعض الروايات، فضلا عن عدم وجود حسم وحزم في مواجهة تلك الأفكار الضالة، مما أدى إلى استفحالها. وأضاف أن الإحباط وخيبات الأمل في الأوضاع السياسية والاقتصادية أدت إلى تنامي هذه الظواهر.
المعالجة وتغيير العقائد
وأشار التميمي إلى أن المعالجة تحتاج إلى جهود كبيرة، لأن تغيير العقائد والأفكار يحتاج إلى أوقات طويلة، ابتداءً من الحد من الظواهر السلبية كالفساد الإداري والمالي وسوء الإدارة والعدالة الاجتماعية. كما شدد على دور المرجعية الدينية في كشف الزيف والإدعاءات التي تقوم بها قيادات هذه الجماعات، فضلا عن دور مهم للإعلام والمنظمات الحكومية وغير الحكومية.
جماعة القربان
وأصبحت "جماعة القربان" أحدث مجموعة دينية تتعرض للملاحقة في العراق، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية مؤخرًا اعتقال عدد من أعضائها بتهم تتعلق بـ"الانحراف". ولديها قنوات خاصة مغلقة على تليجرام تجري فيها القرعة المتعلقة باختيار الأشخاص الذين سيضحون بأنفسهم.
الغموض والتحديات
واختلفت الروايات بشأن عقيدة المنتمين لجماعة القربان، وهناك من يقول إنهم يؤلهون الإمام علي بن أبي طالب ويعتبرونه هو الخالق، وبين من يقول إنهم يبالغون في حبه ويقتلون أنفسهم من أجل "الالتحاق به في الجنة". والغموض الذي يحيط بهذه الجماعة أو ما يشابهها من الجماعات يعد واحدا من أبرز المشاكل التي تواجه الأجهزة الأمنية المكلفة بملاحقتهم.
الأعضاء والانتشار
وتؤكد التقارير أن جميع أفراد الجماعة هم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما، وعادة ما ينتشرون في أطراف المدن الكبيرة وفي القرى والأرياف والمناطق النائية التي ينتشر فيها الفقر والجهل والبطالة. كما أن الحجم الحقيقي لأعداد هذه الجماعة غير معروف، لكنهم ينتشرون في معظم مناطق وسط وجنوب العراق.