كان خروج الهلال والنصر المتتالي من نصف نهائي دوري النخبة الآسيوي، معبِّراً عن الحالة الفنية التي يعيشها الفريقان في المسابقات المحلية هذا الموسم، التي تؤكد دون شك أنهما بحاجة إلى غربلة واسعة على صعيد اللاعبين قبل بدء الموسم الجديد، المقرر انطلاقه في سبتمبر (أيلول) المقبل.
قد يكون وضع الفريق الأزرق أكثر صعوبةً؛ ليس لأنه أقل كفاءة من النصر، ولكن لأنه يتأهب لخوض كأس العالم للأندية منتصف يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما يعني أن الفريق بحاجة شديدة إلى عمل نوعي عالٍ قبل الذهاب إلى واشنطن.
تتحمَّل إدارة نادي الهلال مسؤوليتها الرئيسية في عدم تدعيم التشكيلة بلاعبين أفضل مما تم في فترتَي الانتقال، الصيفية والشتوية، الماضيتين، لاعتبار وحيد هو أن الفريق كان يجب تجهيزه في الفترتين الماضيتين بأفضل العناصر لمونديال الأندية الذي سيكون محط أنظار العالم كله، لكن الاختيارات العناصرية التي تمَّت كانت أقل وبكثير من المأمول.
لا شك لديّ أن الأزرق سيذهب لكأس العالم بعد أن يقوم بانتدابات سريعة وعاجلة في فترة الانتقالات الاستثنائية التي خصَّصها الاتحاد الدولي لكرة القدم للأندية المشارِكة في البطولة، لكنني أرى أن الفائدة منها قد تكون غير مؤكدة؛ بسبب الوقت.
لا يمكن للاعب أو لاعبَين أو حتى خمسة لاعبين جدد أن يجدوا الانسجام الفوري مع الفريق خلال 10 أيام، وهذا ما يعزِّز من فكرة أن الهلال سيغادر للولايات المتحدة، وسيشارك في مونديال الأندية على سبيل المغامرة، حيث إن الرهان سيكون صعباً في نجاح الفريق بتحقيق نتائج إيجابية تساعده على بلوغ الأدوار الإقصائية في البطولة.
دروس الموسم الحالي كبيرة جداً؛ حيث تراجعت مستويات كثير من اللاعبين السعوديين والأجانب، فضلاً عن تقدم بعضهم في السن، وهو ما يُشكِّل عبئاً على الفريق في المستقبل، حيث أهمية البناء من الآن لفريق يريد استكمال سطوته على البطولات.
في المقابل، لا يزال فريق النصر «يدور في محوره» منذ سنوات، حيث الاستقطابات غير المدروسة، والتغييرات المتعددة لمدربيه، فضلاً عن «الإدارات الصورية» المتعاقبة على النادي التي لم تستطع ملء كرسي الرئاسة، الذي تركه الأمير فيصل بن تركي وسعود السويلم.
تقديري الشخصي، لن يكون للنصر حضور بإدارات تعمل وفق إمكاناتها، وعليهم أن يدركوا أن بطولة سريعة لا تشبع ليست دليلاً على النجاح؛ فالاستدامة في تحقيق البطولات تحتاج إلى استقرار إداري تقوده شخصية قوية، ومدرب لا يتغير مرة ومرتين وثلاثاً كل عام.
على النصر أن يخرج من «دائرة المزاجية» التي تقود مسؤوليه في السنوات الأخيرة؛ لأنه إن استمرَّ على هذه الحال فسيكون حضوره كعادته متقطعاً وبألقاب لا تغنيه ولا تمنحه القيمة التي يريدها مدرجه الكبير.
قلت سابقاً إن الدوري السعودي للمحترفين سيكون صعباً في موسم 2026 بصعود نيوم، لكنه سيكون أصعب في موسم 2027 بصعود الدرعية والعُلا، وتخصيص الاتفاق والشباب والتعاون.
على الأندية الأربعة الكبار في الدوري السعودي أن تفكر خارج الصندوق في كيفية صناعة فرق لا تُقهَر خلال العامين المقبلين؛ لأن المنافسة في الملعب مستقبلاً ستكون أصعب مما يتخيلون.