تحل علينا في الخامس والعشرين من أبريل كل عام ذكرى غالية على قلوب المصريين، وهي ذكرى تحرير سيناء، الأرض الطاهرة التي روتها دماء الشهداء، وعادت إلينا بعد كفاح طويل، امتزج فيه السلاح بالدبلوماسية، والعزيمة الوطنية بالحق التاريخي.
25 أبريل 1982، كان يومًا فارقًا في تاريخ مصر، حيث رُفع العلم المصري على أرض سيناء، معلنًا نهاية الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب طويلة من الكفاح، بدأت منذ نكسة 1967، ومرت بانتصار أكتوبر المجيد عام 1973، وانتهت بمعركة دبلوماسية شاقة خاضتها الدولة المصرية حتى استردت كل شبر من أرضها.
لكن ذكرى التحرير اليوم لا تُقرأ فقط في سياق النصر العسكري والسياسي، بل في سياق جديد يرتبط بالتنمية والبناء، فالمرحلة الراهنة تشهد ما يمكن وصفه بـ”تحرير من نوع آخر”، هو تحرير سيناء من العزلة والتهميش إلى آفاق التنمية والنهضة الشاملة.
تنمية سيناء.. الجمهورية الجديدة تضع الصحراء على خريطة الاستثمار والمستقبل ففي السنوات الأخيرة، تحوّلت سيناء إلى ساحة عمل وطنية كبرى، حيث تم ضخ مليارات الجنيهات في مشروعات البنية التحتية، والطرق، ومحطات المياه، وشبكات الكهرباء، والمجتمعات العمرانية الجديدة، إلى جانب التوسع في مشروعات الزراعة والصناعة والخدمات اللوجستية.
سيناء تحولت من ساحة صراع إلى بوابة المستقبل تحولت سيناء اليوم من “أرض معركة” إلى “أرض أمل” لم تعد فقط رمزًا للنصر، بل أصبحت رمزًا لـ”الاستثمار في الإنسان”، وفتح آفاق جديدة للشباب، وخلق فرص العمل، وإعادة رسم خريطة العمران في مصر.
وتأتي ذكرى تحرير سيناء هذا العام في ظل مشروع “الجمهورية الجديدة” الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث يتم العمل على دمج سيناء في قلب استراتيجية الدولة، باعتبارها امتدادًا طبيعيًا للأمن القومي، وموردًا استثماريًا واعدًا، وجزءًا أصيلًا من مكونات الدولة الحديثة.
وفى النهاية الوفاء للشهداء يكون بالبناء لا بالكلمات وفي ذكرى تحرير الأرض، لا نكتفي بالاحتفال، بل نُجدّد العهد بأن تظل سيناء حرة، آمنة، عامرة، ورافعة لراية التنمية، وأن يكون وفاؤنا لدماء الشهداء عبر العمل الجاد، والتنمية المستدامة، وصناعة الأمل للأجيال القادمة