الغبار الدقيق: سلاح فتاك في الهواء الذي نتنفسه
الغبار الدقيق: خطر على صحة الإنسان
غالباً ما كان يتم التقليل من خطر الغبار الدقيق على صحة الإنسان، ولكن ليس بعد الآن. فقد أظهرت دراسة سويسرية حديثة أن الغبار الدقيق له مخاطر كبيرة، ويمكنه تدمير خلايا الجسم في غضون دقائق. أجرى الدراسة باحثون في معهد العلوم البيئية في جامعة بازل في سويسرا، ونشرت نتائجها في مجلة Science Advances في 19 مارس/ آذار الماضي.
الغبار الدقيق: نتيجة تلوث الهواء وانخفاض جودته
الغبار الدقيق هو نتيجة لتلوث الهواء وانخفاض جودته، وبالتالي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتلوّث البيئي وتغير المناخ. تبيّن الدراسة أن هذا الغبار الدقيق يشكّل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، وله عواقب وخيمة على المدى الطويل. بهذا الصدد يقول دومينيك جونج، عالم الأرصاد الجوية وخبير المناخ في موقع wetter.net إن التهديد الذي تشكله الجسيمات الدقيقة أكثر إلحاحاً وعدوانية مما كنا نعتقد في السابق.
الضرر في الغبار الدقيق
يرجع الضرر في الغبار الدقيق إلى احتوائه على مركبات الأكسجين التفاعلية ROS والتي تظهر آثارها المدمّرة على الجسم في غضون دقائق. يعود السبب في عدم اكتشاف ذلك من قبل؛ لأن التحليل كان يتم في الغالب بعد أيام من أخذ العينة، وبحلول ذلك الوقت كانت المواد الأكثر خطورة قد اختفت منذ زمن طويل.
ضرر الهواء الملوث على الرئتين
أثبتت الدراسة أن جسيمات الغبار الدقيقة التي تنتشر في الهواء الخارجي وفي الداخل تُحدث سلسلة من التفاعلات الكيميائية فور وصولها إلى الرئتين. فتؤدي مركبات الأكسجين التفاعلية التي تتفاعل مع جزيئات الجسم نفسه خلال فترة قصيرة جداً، إلى تدمير الخلايا والتهابات وتلف الأنسجة على المدى الطويل.
العواقب على الصحة
ويزيد ضرر هذه التفاعلات بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ولكن هذا لا يعني أن الأشخاص الأصحاء لا يتأثرون أبداً، بل قد يختبرون ردود فعل مثل السعال المزمن، وضيق التنفس. هذه العواقب خطيرة على المدى الطويل، فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذه الأمراض غير المرئية قاتلة وتودي بحياة أكثر من ستة ملايين شخص سنوياً.
التأثير على العمليات البيولوجية
كما أن جسيمات الغبار الدقيقة تؤثر على العمليات البيولوجية في الجسم، وكلما كانت الجزيئات أصغر كلما توغلت بشكل أعمق بالرئتين. وتضيف الوكالة الألمانية الاتحادية للبيئة أن جزيئات الغبار الدقيقة تؤدي إلى الالتهاب والضغط على الخلايا، والتعرّض لها لفترات طويلة يؤدي إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يؤثر على الجهاز العصبي.
الدعوة إلى التحرك
ويقول العلماء إن نتائج هذه الدراسة تكشف مخاطر على صحة الإنسان لا يمكن الاستهانة بها، وهي بمثابة إنذار للسياسيين وصانعي القرار والناس جميعاً لوضع حدّ لتلوث المناخ.