عضة الصقيع: أسبابها وأعراضها وعلاجها
تُعرف عضة الصقيع بأنها مشكلة يترافق ظهورها مع التعرض الشديد لدرجات الحرارة المنخفضة والبرد في فصل الشتاء، وتحدث عند تجمد الجلد والأنسجة المحيطة به، الناجم عن انخفاض تدفق الدم إلى هذه المناطق عندما يحاول الجسم الحفاظ على حرارته، وتصيب هذه الحالة عادة أجزاء الجسم الأبعد عن المركز، مثل: أصابع اليدين والقدمين والأذنين والأنف، ويمكن أن تُلحق عضة الصقيع الضرر بالجلد والعضلات والأعصاب، وحتى العظام إذا كانت شديدة.
أعراض الإصابة بعضة الصقيع
يقول د. محمد المغاوري، مختص الأمراض الباطنية، إن أعراض الإصابة بعضة الصقيع الخفيفة تتمثل في الشعور بوخز أو وخز بسيط، ويصبح الجلد بارداً ومحمراً وخدراً، وربما يعاني الشخص تيبساً في الجلد ولكن لا يحدث ضرر دائم، وبعد التدفئة، قد يكون الجلد مؤلماً أو حساساً.
ويتابع: أما عضة الصقيع المتوسطة، فيرافقها تكون بلورات ثلج على سطح الجلد، ويبدو شاحباً، أو أبيض، أو أصفر مائل للرمادي، والشعور بخدر في المنطقة المصابة، وربما تظهر البثور خلال 24 ساعة من إعادة التدفئة.
ويتابع: يصبح الجلد قاسياً وبارداً وشمعياً عند الإصابة بعضة الصقيع العميقة (الشديدة)، وفقدان كامل للإحساس في المنطقة المصابة، وربما تتوقف المفاصل والعضلات عن العمل بشكل صحيح، وتتكون بثور مملوءة بالدم، وقد يتحول لون الأنسجة إلى الأسود وتموت (غرغرينا).
مَن يُصاب بعضة الصقيع؟
يوضح د. المغاوري، أن عضة الصقيع يمكن أن تستهدف جميع الأشخاص من كافة الأعمار، حيث إن هذه المشكلة تحدث نتيجة التعرض للبرد الشديد، كما أن فرص الإصابة تزداد لدى بعض الفئات، مثل: عمال الهواء الطلق (عمال البناء، عمال المرافق، المسعفون)، الأشخاص الذين يعانون التشرد أو مأوى غير مناسب، والمتنزهين، والمتزلجين، ومتسلقي الجبال، وغيرهم من الرياضيين في الهواء الطلق، الذين يعانون ضعف الدورة الدموية، بمن في ذلك مرضى السكري أو أمراض الشرايين الطرفية، والإفراط في شرب الكحول الذي يُضعف القدرة على التمييز بدرجات حرارة الطقس، وكبار السن والأطفال الصغار، الذين يفقدون الحرارة بسرعة أكبر، والذين يتناولون بعض الأدوية التي تُضيق الأوعية الدموية.
العوامل الرئيسية لزيادة التعرض لدرجات الحرارة الباردة
يبين د. المغاوري، أن بعض العوامل الرئيسية التي ترتبط بنمط الحياة، يمكن أن تزيد من التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة باردة، وخاصةً تحت الصفر، مثل: الجلوس أو الاستلقاء في أماكن تتسم برودة الرياح، التي تزيل الحرارة من الجسم بسرعة، عدم نزع الملابس المبللة، التي تُسرع فقدان الحرارة، والصعود إلى الارتفاعات العالية، حيث تنخفض مستويات الأكسجين وتتغير الدورة الدموية، ويمكن للعوامل السلوكية، مثل: عدم الجفاف، أو الإجهاد أو التعب أن تُقلل أيضاً من قدرة الجسم على البقاء دافئاً.
الوقاية والعلاج
تذكر د. أنيثا فارغيز، طبيبة عامة، أن عضة الصقيع تصيب عادة المناطق والأجزاء الأبعد عن مركز الجسم أو تلك المكشوفة من الجلد، ومن بينها: أصابع اليدين والقدمين، الأنف، الأذنان، الخدان، الذقن، وفي بعض الأحيان، قد تُصاب اليدان والقدمان.
وتضيف: تشمل مضاعفات الإصابة بعضة الصقيع، العدوى بما في ذلك الحالات الخطِرة مثل التهاب النسيج الخلوي وتسمم الدم، تلف الأعصاب، ما يؤدي إلى خدر طويل الأمد أو ألم مزمن، وانخفاض حرارة الجسم، لكون هذه الحالة تحدث على الأغلب عند التعرض للبرد لفترات طويلة، موت الأنسجة (الغرغرينا) ما ينجم عنه البتر في الحالات الشديدة، وحساسية البرد وتيبس المفاصل طويل الأمد.
تشير د. أنيثا فارغيز إلى أن خيارات معالجة عضة الصقيع تتمثل في القيام بالإسعافات الأولية، مثل: الاستقرار في منطقة دافئة عند ظهور علامات الإصابة لمنع تفاقم الأعراض الناجمة عن البرد، وإعادة تدفئة المنطقة المصابة تدريجياً باستخدام ماء دافئ (وليس ساخناً)، ويُفضل أن تكون درجة حرارته 37-39 درجة مئوية (98.6-102 درجة فهرنهايت)، ويُنصح بتجنب فرك أو تدليك المنطقة المصابة بعضة الصقيع حتى لا يزيد تلف الأنسجة، وإزالة الملابس المبللة واستبدالها بملابس جافة ودافئة.
التدابير الوقائية
تتابع: يجب على المصاب تناول مسكنات الألم لأن إعادة التدفئة قد تكون مؤلمة، والحصول على الرعاية الطبية للحالات المتوسطة إلى الشديدة، أو البثور، أو اسوداد الجلد، والحرص على الترطيب لدعم الدورة الدموية، وتشمل الرعاية الصحية في المستشفى العناية بالجروح، والمضادات الحيوية، والسوائل الوريدية، أو أدوية إذابة الجلطات في الحالات الشديدة.
وتلفت د. أنيثا فارغيز: إلى أن هناك بعض التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها في المنزل عند ظهور العلامات المبكرة لعضة الصقيع الخفيفة من خدر، ووخز، وشحوب الجلد، وتتمثل الحماية في الجلوس في الأماكن ذات التدفئة الجيدة، وارتداء ملابس متعددة الطبقات، ومقاومة للرياح ومعزولة، وحماية الأطراف بالقفازات، والجوارب السميكة، والقبعات، والأوشحة، وأقنعة الوجه، والحافظ على جفاف الجسم، حيث إن الرطوبة تزيد من خطر الإصابة، التقليل من وقت التعرض لدرجات الحرارة المتجمدة، والاستمرار في الحركة للحفاظ على الدورة الدموية، وتجنب شرب الكحول والتدخين، فهما يُضعفان الدورة الدموية، ويُنصح بطلب الرعاية الطبية الفورية في الحالات المتوسطة إلى الشديدة أو أي إصابة متعلقة بالبرد.
نصائح للعناية بالبشرة في الشتاء
يوضح د. شميز حميد الله، مختص الأمراض الجلدية، أن هناك مجموعة من التأثيرات السلبية التي تؤذي الجلد والبشرة في فصل الشتاء، حيث يؤدي تعرضها للهواء الجاف وانخفاض درجات الحرارة، إلى تجريد البشرة من زيوتها الطبيعية ويضعف حاجزها الواقي، ويؤدى ذلك إلى عدد من الآثار السلبية، مثل: جفاف الجلد، نقص الترطيب، بهتان لون البشرة، تشقق الشفاه، تقشر فروة الرأس مع الحكة، وتفاقم الأمراض الجلدية المزمنة.
ويوضح د. حميد الله أن أكثر أنواع البشرة تأثراً ببرودة الشتاء هي البشرة الجافة بطبيعتها، والبشرة الحساسة، وبشرة كبار السن، إضافة

