رواية المملكة المتسامية: رحلة البحث عن الذات
مقدمة
بعض الأعمال الروائية تكتسب خلودها من كونها قريبة جداً من الواقع، رصدت تلك التحولات العميقة في دواخل البشر نتاج الاصطدام ببؤس الحياة، وعمقت من ضرورة البحث عن أفق للإنسانية عبر طرح الأسئلة والتأمل في الوجود والذهاب بعيداً في التاريخ من أجل اكتشاف الراهن والمستقبل.
رواية المملكة المتسامية
رواية «المملكة المتسامية: من قاع الاكتئاب تولد قوة الاكتشاف»، للكاتبة يا جسي، من الإصدارات الحديثة لدار روايات، وهي من الأعمال السردية التي تعلق كثيراً في ذهن القارئ بحيث لا يستطيع أن يتخلص من أسئلتها أو أحداثها وشخوصها. تحتشد الرواية بعدد من الثيمات مثل الفقد والوحشة والعزلة والصمت والهجرة، وجميعها تقود إلى محاولة الإنسان المستمرة في البحث عن ذاته.
عقل وروح
تتبع الرواية شخصية غيفتي، طالبة دكتوراه لامعة في علم الأعصاب بجامعة ستانفورد، تبحث في سلوك المكافأة لدى الفئران في محاولة لفهم إدمان دمّر حياة شقيقها والاكتئاب الذي شل والدتها. بينما تغوص في العالم المنطقي البارد للبحث العلمي، تطاردها ذكريات طفولتها كابنة لمهاجرين غانيين في ولاية ألاباما، ممزقة بين يقين العقل ونداء الإيمان.
صراع
يبحث العمل في سيادة روح الفردانية في عالم بارد لا قلب له، عندما يجد المرء نفسه في مواجهة الصعاب الكبيرة التي لا يستطيع أن يحتملها. يبرز صراع الإنسان مع إيمانه والخوف من أن يفقده، وتلك هي اللحظة التي يطلق فيها السرد سيلاً عاتياً من الأسئلة حول المصير والإنسان والوجود.
وصف
تعتبر القدرة المميزة على الوصف أهم تقنيات الكاتبة، سواء المتعلق بالأمكنة أو الأزمنة والارتداد في الماضي، أو وصف دواخل الإنسان. تغوص عميقاً داخل النفس البشرية لتبرز ما فيها من مشاعر وصراع.
مقتطفات
- "عندما نتعلم شيئاً صغيراً، يضيء ضوء خافت في ممر مظلم".
- "بالنسبة لمعظمنا، ميكانيكياً وجسدياً، الموت أصعب من الحياة".
- "ذكريات من لا تكاد تعرفهم غالباً ما تُمنح نوعاً من البهجة".
- "نحن البشر مهملون مع حياتنا، لأننا لا نريد أن نعرف ما سيحدث".
- "لسنا بحاجة لتغيير أدمغتنا إطلاقاً. فالزمن يُفرغها من ذاكرتنا".
- "عش طويلاً وستنسى كل ما ظننت أنك ستتذكره دائماً".
- "أريد كل شيء، وأريد أن أتخلى عن كل شيء".

