مقدمة
مع استمرار سرطان الرئة كأحد الأسباب الرئيسية لوفيات السرطان في منطقة الشرق الأوسط، يدعو الخبراء إلى رفع الوعي وتشجيع الكشف المبكر وتوسيع الوصول إلى التقنيات الجراحية الحديثة التي تحافظ على وظيفة الرئة وتحسن فرص البقاء على قيد الحياة.
تحديات سرطان الرئة في المنطقة
يُشخص نحو ثمانين بالمئة من مرضى سرطان الرئة في مرحلة متأخرة، وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، لا يزال استخدام التبغ يزيد من المخاطر، مع تسجيل بعض الدول لمعدلات تدخين تصل إلى ستة وأربعين بالمئة، بينما تعاني أجزاء من المنطقة أيضاً من بعض أعلى مستويات تلوث الهواء عالمياً، مما يسهم بشكل إضافي في أمراض الرئة.
تقدم في التشخيص والعلاج
الخبر المشجع أن التقدم في التشخيص والعلاج يحسن النتائج بشكل تدريجي، ويمكن للتشخيص المبكر أن يغير بشكل كبير فرص بقاء المريض على قيد الحياة. ولسنوات عديدة، كانت الطريقة القياسية لعلاج سرطان الرئة المبكر تتضمن إزالة فص كامل من الرئة، حتى في حالة الأورام الصغيرة. لكن هذا المفهوم يتغير الآن بفضل جراحات محدودة مثل الاستئصال الجزئي أو الإسفيني، عبر أساليب جراحية قليلة التدخل.
جراحات الحفاظ على الرئة
تتجنب جراحات الحفاظ على الرئة نشر الأضلاع وإجراء شقوق كبيرة، والنتيجة هي الحفاظ على وظيفة الرئة، وتقليل المضاعفات، وتسريع التعافي، والسيطرة الممتازة على السرطان. وبالنسبة للمرضى، يعني هذا أنه يمكنهم العودة إلى حياتهم اليومية بشكل أسرع والحفاظ على جودة حياتهم على المدى الطويل.
أهمية الكشف المبكر
يشدد الخبراء على أن الكشف المبكر يظل العامل الأكثر تأثيراً في فرص الشفاء، إذ غالباً ما يُساء تفسير أعراض المرض لدى صغار السن أو غير المدخنين على أنها أمراض تنفسية بسيطة. لذلك، يدعو كل من يعاني من سعال مستمر أو ضيق في التنفس أو فقدان غير مبرر للوزن إلى مراجعة الطبيب فوراً، مع أهمية المشاركة في برامج الفحص للأشخاص الذين لديهم أخطار مرتفعة.
بحوث وتطوير
يقود مركز ميموريال سلون كترينغ لعلاج السرطان جهوداً بحثية مبتكرة تشمل اختباراً للتنفس يستغرق ثلاث دقائق فقط للكشف عن مؤشرات سرطان الرئة، وتقنيات تصوير متطورة تستهدف جزيئاً يسمى DLL3 لتحديد الأورام بدقة. ويستخدم الباحثون نماذج عضوية مصغرة من رئات المرضى يتم نموها في المختبر، لفهم كيفية إصلاح خلايا الرئة للضرر وكيفية تطور السرطان.
نهج تعاونياً في رعاية المرضى
يعمل بالمركز مجموعة فريدة من الجراحين الرائدين عالمياً، وأطباء الأورام الطبية والإشعاعية، والعلماء المبتكرين، مما يعزز نهجاً تعاونياً عميقاً في رعاية المرضى. وكان المركز من بين الأوائل الذين أدخلوا العلاجات المستهدفة في الاستخدام السريري، ما ساعد العديد من المرضي الذين يعانون من أمراض متقدمة من العيش حياة كاملة لسنوات، حتى مع التشخيص في مرحلة متأخرة.
رسالة إلى المرضى
يختتم الخبراء برسالة إلى المرضى، قائلاً: «لم يعد سرطان الرئة مرادفاً للخوف، فالتطور في الكشف والعلاج يمنح المرضى أملاً حقيقياً. ومع العلاج الصحيح منذ البداية، يمكن للمرضى اليوم أن يعيشوا حياة أطول وبجودة أفضل من أي وقت مضى».

