لماذا يُستهدَف حقل كورمور الغازي في السليمانية؟
الهجمات المتكررة على حقل كورمور
تتزايد وتيرة الهجمات على حقل كورمور الغازي في السليمانية بشكل لافت، حيث سجل الحقل الهجوم رقم 13 خلال الساعات الماضية. هذا يعيد طرح سؤال كبير حول سبب تحول هذا الحقل إلى أبرز أهداف الضربات الجوية بالطائرات المسيّرة.
الأهمية الاقتصادية لحقل كورمور
المعطيات الميدانية والاقتصادية تكشف أن الهجمات على حقل كورمور لا ترتبط فقط بإيقاف لحظي للإنتاج، بل بمحاولة تعطيل منشأة تُعدّ بين أهم ركائز الطاقة في العراق. الخبير الاقتصادي دريد عبد الله يؤكد أن الهجوم الأخير لم يكن مثل السابق، حيث استهدف الجزء الجنوبي الغربي من الحقل، وهي المنطقة التي تضم منشآت المعالجة والخزن الخاصة بالغاز السائل والمكثفات.
حجم الإنتاج وتأثير الهجمات
حقل كورمور يضم 13 بئراً غازياً موزعة على ثلاث مناطق تشغيل. كل بئر يحتوي على خزانين للوقود بسعة 100 ألف لتر لكل خزان، تُستخدم لعمليات التشغيل والضخ والتوليد. الأرقام الرسمية من التشغيل توضح حجم الخسارة لحظة توقف الحقل، حيث ينتج كورمور سنوياً 5.5 مليار متر مكعب من الغاز الجاف، و390 ألف طن من الغاز السائل، و5.84 مليون برميل من المكثفات. هذه المواد تشكل العمود الفقري لتغذية محطات الكهرباء في إقليم كردستان.
تأثير الهجمات على الإقليم والعراق
الهجمات على حقل كورمور لا تستهدف الإقليم وحده، بل تضغط على إنتاج الطاقة، وإمدادات الغاز، وعوائد الشركات المشغّلة، والاستقرار السياسي بين بغداد وأربيل. نوعية الأسلحة، ودقة التوقيت، وطبيعة الإصابات توحي بأن الاستهدافات ليست عشوائية، بل تستهدف مواقع حرجة يُمكن أن تسبب خسارة كبيرة بتكلفة صغيرة.
التحديات المستقبلية
الهجوم رقم 13 ليس مجرد رقم جديد في سلسلة عمليات الاستهداف، بل يمثل تحوّلاً في طبيعة الضربة ونوع الهدف. هذا يجعل كورمور أمام مرحلة أكثر خطورة، حيث أصبح الحقل أداة ضغط سياسي وأمني داخل معادلة العراق الطاقية. إلى حين صدور نتائج تحقيقات موثوقة، سيظل ملف الهجمات على منشآت الطاقة في الإقليم واحداً من أكثر الملفات غموضاً وتأثيراً على المشهد العراقي بأكمله.

