اكتب مقالاً عن
+أ-أ
بغداد اليوم – بغداد
في لحظة سياسية حاسمة تُعاد فيها هندسة التوازنات داخل بغداد، تتقدم مفاوضات تشكيل الحكومة بخطى محسوبة ولكنها حسّاسة، مع تقاطع في الحسابات بين القوى الفائزة وتعقيدات العلاقة بين المكوّنات، وتزايد الضغط الشعبي والدولي لتجنب فراغ طويل قد يربك المشهد الداخلي ويؤثر على الملفات الاقتصادية والأمنية.
يؤكد عضو الإطار التنسيقي عصام شاكر لـ”بغداد اليوم”، أن المشاورات الفعلية لتشكيل الحكومة انطلقت منذ ثلاثة أيام فقط، لكنها—وفق تعبيره—أفرزت “نتائج إيجابية”.
ويشير شاكر إلى أن اللقاءات التي يجريها نوري المالكي مع قادة القوى السياسية تهدف لوضع رؤية شاملة تستند إلى التوافق والشراكة، بما يسمح ببناء كتلة سياسية متماسكة قادرة على تمرير الحكومة المقبلة.
المعلومة الأبرز التي يقدمها شاكر هي توقّع حسم الملف في مطلع شباط المقبل، وهو موعد مبكر قياساً بتجارب تشكيل الحكومات السابقة التي عادة ما تمتد لأسابيع أو أشهر.
اللافت في المشهد، بحسب شاكر، أن المالكي لم يطرح نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة، وأن لجنة متخصصة داخل الإطار ستختار الاسم النهائي لرئاسة الوزراء.
هذا يشير إلى محاولتين متزامنتين داخل الإطار: تمرير مرشح “توافقي” لا يثير اعتراضات داخلية أو خارجية، وإعادة تثبيت الإطار باعتباره الجهة الأكثر تماسكا بين القوى الشيعية.
رغم الحديث الإعلامي المتكرر عن زيارة محتملة للمالكي إلى إقليم كردستان، يؤكد شاكر أن “الحديث سابق لأوانه”، وأن كل المباحثات الحالية تدور في بغداد.
وهذا يعكس: رغبة الإطار في بناء جبهة موحدة داخلياً قبل فتح النقاش مع القوى الكردية، وأيضا إدراكاً بأن قضايا النفط، والموازنة، والمناطق المتنازع عليها تحتاج جولات تفاوض معقدة لا يريد الإطار البدء بها قبل ترتيب أوراقه الداخلية.
تصف مصادر الإطار المرحلة الحالية بأنها أقل تعقيداً من المراحل السابقة، مع تركيز أكبر على التفاهم بين الكتل الشيعية أولاً، ثم الانتقال إلى الاتفاق مع التحالفات السنية والكردية. وهذا يعكس توجهاً نحو سيناريو توافقي يجنّب البلاد الدخول في أزمة فراغ طويلة. كما إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة، وإيران، والفاعلين الإقليميين يتابعون التطورات، إلا أن الملف العراقي يتحرك حالياً بإيقاع داخلي أكثر من أي وقت مضى.
وبحسب مراقبين، إذا استمرت الوتيرة الحالية، فمن المتوقع أن تتبلور ثلاثة سيناريوهات:
-مرشح توافقي من داخل الإطار يُطرح على بقية القوى السياسية مطلع العام الجديد.
-تفاهم شيعي–كردي–سني مبكر يسهّل تشكيل الحكومة قبل شباط.
-عودة التعقيدات في حال بروز خلافات داخلية على شكل الحكومة أو توزيع الحقائب السيادية.
لكن—حتى اللحظة—تبدو القوى السياسية أقرب إلى الحل من التعقيد، في ظل رغبة واسعة بتجنب صدامات سياسية أو فراغ دستوري ينعكس على الاقتصاد والملف الأمني.
المصدر: قسم الرصد والمتابعة في بغداد اليوم
باللغة العربية لتسهيل قراءته. حدّد المحتوى باستخدام عناوين أو عناوين فرعية مناسبة (h1، h2، h3، h4، h5، h6) واجعله فريدًا. احذف العنوان. يجب أن يكون المقال فريدًا فقط، ولا أريد إضافة أي معلومات إضافية أو نص جاهز، مثل: “هذه المقالة عبارة عن إعادة صياغة”: أو “هذا المحتوى عبارة عن إعادة صياغة”:

