لقاء سافايا بوزير الحرب الأمريكي: رسائل سياسية وأمنية إلى بغداد
خلفية اللقاء
يحمل الاجتماع الذي جمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى العراق مارك سافايا مع وزير الحرب الأمريكي في واشنطن، بعد أقل من 4 ساعات على إعلان الإطار التنسيقي نفسه الكتلة الأكبر، إشارات سياسية وأمنية بالغة الحساسية.
تحليل الخبير حسين الأسعد
يقول الخبير في العلاقات الدولية والاستراتيجية حسين الأسعد، إن الاجتماع في البنتاغون وليس الخارجية يكشف عن تحوّل في طريقة تعامل واشنطن مع الملف العراقي، مؤكداً أن اللقاء لم يكن بروتوكولياً، بل جاء في سياق إعادة صياغة الأولويات الأمريكية تجاه بغداد.
رسائل أمريكية إلى بغداد
يشير الأسعد إلى أن الرسالة الأمريكية الأولى تتمثل في تعزيز الشراكة الأمنية مع بغداد على قاعدة مختلفة عما كان معمولاً به، إذ تسعى واشنطن إلى توسيع مسارات التعاون الدفاعي والتقني وتطوير قدرات الجيش العراقي.
دعم سيادة العراق
أما الرسالة الثانية، بحسب الأسعد، فهي إظهار دعم واضح لسيادة العراق ومؤسساته، مع رغبة أمريكية في دفع الحكومة المقبلة نحو ضبط السلاح غير المنضبط وتقليل النفوذ العسكري للفصائل داخل القرار السياسي.
إعادة هندسة التأثير الأمريكي
ويضيف الأسعد أن الرسالة الثالثة تتعلق بإعادة هندسة التأثير الأمريكي داخل العراق عبر أدوات اقتصادية ومدنية إلى جانب الأدوات الأمنية، مشيراً إلى أن خلفية سافايا الاقتصادية، وارتباطه بملفات إعادة الإعمار والاستثمار، تجعل حضوره في وزارة الحرب مؤشراً على أن واشنطن باتت تنظر إلى الملف العراقي باعتباره ملفاً مركباً يجمع بين الأمن والسياسة والاقتصاد.
تحديات الحكومة المقبلة
وتصاعدت التكهنات السياسية بعد خطوة سافايا المفاجئة بالظهور من داخل وزارة الحرب الأمريكية، حيث نشر صور الاجتماع بعد نحو ثلاث ساعات فقط من إعلان الإطار التنسيقي نفسه الكتلة الأكبر وتأكيد شمول السوداني ضمنها.
مواجهة محتملة بين بغداد وواشنطن
ويشير مراقبون إلى أن الخطر الأكبر الذي يواجه العراق يتمثل في أن الحكومة المقبلة قد تكون فعلياً حكومة «فصائلية»، بعد حصول الفصائل المسلحة على أكثر من ستين مقعداً وحدها، وقرابة مئة وثمانين مقعداً مع حلفائها داخل الإطار.
رسالة إقليمية
وتشير تقديرات دبلوماسية إلى أن الرسالة الإقليمية الأبرز التي أرادت واشنطن إيصالها من اجتماع سافايا مع وزير الحرب تتمثل في أن الإدارة الأمريكية لن تسمح بنشوء بيئة أمنية تهدد مصالحها أو مصالح الحكومة العراقية.
التحديات القادمة
وفي وسط هذه الصورة المعقدة، يجد العراق نفسه أمام لحظة حساسة تتطلب قراءة دقيقة: فمن جهة، تصعد واشنطن نبرة رسائلها تجاه الطبقة السياسية، ومن جهة أخرى، تبدو خريطة مقاعد البرلمان مرشحة لتشكيل حكومة بوزن سياسي مائل نحو الفصائل.

