التحولات الجيوسياسية في المنطقة: تأثير صفقة F-35 على العلاقات السعودية-الإسرائيلية
الخلفية: الإعلان الأمريكي وآثاره
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا عن نيته بيع مقاتلات F-35 المتطورة إلى المملكة العربية السعودية، مما أثار موجة واسعة من التكهنات حول مستقبل العلاقات بين الرياض والكيان الإسرائيلي. ربط ترامب الصفقة بـ”تفاهمات سياسية مهمة”، مما أثار تسالات حول طبيعة هذه التفاهمات ومدى ارتباطها باتفاقات إبراهام.
ردود الأفعال: استبعاد التطبيع الفوري
استبعد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، النائب عامر الفايز، إمكانية إقدام السعودية على تطبيع العلاقات في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن التسريبات في الصحف الغربية تهدف إلى اختبار ردة فعل الرأي العام العربي والإسلامي. يؤكد الفايز على أن المملكة ليست في وارد اتخاذ خطوة بهذا الحجم، نظرًا لموقعها الروحي في العالم الإسلامي.
الظروف الإقليمية وتأثيرها على التطبيع
تزيد الظروف الإقليمية، بما في ذلك الحرب في غزة وتعقيدات النزاع في البحر الأحمر ولبنان وسوريا والعراق واليمن، من صعوبة مسار التطبيع. يرى الفايز أن الضغوط الأمريكية موجودة، لكنها لا تمنح مسار التطبيع فرصة واقعية حاليًا، بسبب الحسابات السعودية المعقدة.
ملف صفقات السلاح والتحولات الإقليمية
يرى الفايز أن العقود العسكرية السعودية مع الولايات المتحدة ليست جديدة، بل تمثل امتدادًا طبيعياً لهيكل تسليح المملكة. غير أن خلفية الصفقة تشير إلى تحولات أعمق، حيث كانت إسرائيل ترفض منح السعودية مقاتلات F-35 خشية الإخلال بتفوقها العسكري.
التحركات السياسية وتأثيراتها على المنطقة
كشفت وسائل إعلام سعودية عن زيارة ولي العهد محمد بن سلمان لواشنطن لمناقشة الصفقة وملفات التعاون الأمني، مما يعزز الانطباع بوجود تحرك سياسي غير معلن. قد تعيد الصفقة رسم ميزان القوة الجوية في الشرق الأوسط، وتفتح الباب أمام سباق تسلح جديد.
موقع العراق في المعادلة الإقليمية
يجد العراق نفسه مطالباً بقراءة دقيقة للمشهد، سعياً للحفاظ على حياده وعدم الانخراط في محاور سياسية متصادمة. يراقب بغداد التحولات التي قد تعيد رسم شكل المنطقة، مع الحاجة إلى توازن دقيق في سياستها الخارجية في ظل الضغوط الدولية والتحالفات الإقليمية المتداخلة.

