بغداد تشهد حراكا سياسيا مكثفا لتشكيل التحالفات الحكومية المقبلة
شهدت بغداد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حراكا سياسيا مكثفا بين القوائم الفائزة، في ظل بدء مفاوضات مبكرة لتشكيل التحالفات التي ستحدد شكل الحكومة المقبلة. هذا الحراك يأتي بالتزامن مع اجتماع مهم يعقده الاطار التنسيقي مساء اليوم الاثنين بحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وهو اجتماع يوصف بأنه "حاسم" لمرحلة ما بعد الانتخابات.
النقاشات حول مستقبل رئاسة الوزراء
ينقسم المشهد السياسي حول مستقبل رئاسة الوزراء. ففي الوقت الذي تكشف فيه أطراف داخل الإطار وجود فيتو واضح ضد التجديد للسوداني، تتمسك قوى أخرى، بينها اتلاف الإعمار والتنمية، بأن السوداني ما يزال الأقرب لولاية ثانية. عضو اتلاف الإعمار والتنمية محمد عثمان الخالدي، قال إن السوداني "حقق إنجازات مهمة خلال السنوات الماضية" في ملفات الخدمات والعلاقات الخارجية وإدارة التوازن الأمني، ما يجعل ترشيحه لولاية جديدة "الخيار الأكثر واقعية".
ردود الأفعال حول ترشيح السوداني
في المقابل، يكشف عضو الإطار التنسيقي عصام شاكر أن "أغلب قوى الإطار لا تدعم خيار التجديد للسوداني"، مشيرا إلى خلافات تراكمت في ملفات داخلية وخارجية. ويشير إلى وجود نقاشات حول "اتفاق مكتوب" يحدد ولاية واحدة لرئيس الوزراء المقبل، ويمنعه من تشكيل الأطر السياسية أو الانخراط في العمل الحزبي، مؤكداً أن هذا التوجه يحظى بدعم واسع.
التحليلات السياسية
المحلل السياسي عدنان التميمي يرى أن السوداني "خرج بنتيجة قوية" في الانتخابات، ولديه كتلة متعددة المحافظات وعلاقات قوية مع القوى السنية والكردية، خصوصا الحزب الديمقراطي الكردستاني. ويعتبر التميمي أن "الفيتو داخل الإطار ليس شاملا"، وأن السوداني يمتلك قدرة تفاوضية قد تمكنه من بناء أغلبية عابرة للكتل.
مستقبل رئاسة الوزراء
يظل مستقبل رئاسة الوزراء مفتوحا على سيناريوهين: ولاية ثانية للسوداني بدعم قوى شيعية وسنية وكردية، أو الذهاب إلى مرشح توافقي جديد يضمن تهدئة الخلافات داخل الإطار. وفي كل الأحوال، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه بوصلة السلطة التنفيذية في واحدة من أكثر المراحل حساسية منذ سنوات.

