تطور الوجبات السريعة: من الوجبات السريعة التقليدية إلى الطعام الصحي والمتخصص
في السنوات الأخيرة، شهد قطاع الوجبات السريعة تحولاً كبيراً في توجهاته، حيث انتقل من تقديم الوجبات السريعة التقليدية إلى تقديم خيارات أكثر صحة وأكثر تخصيصاً لاحتياجات المستهلكين. ومن أبرز هذه التغيرات، هي ظهور الوجبات السريعة الخالية من الغلوتين، والوجبات السريعة القائمة على النباتات، والوجبات السريعة التي تدمج بين النكهات المحلية والجودة العالية.
الوجبات السريعة الخالية من الغلوتين: من الهامش إلى السائد
لطالما كانت الوجبات السريعة بعيدة المنال عن أصحاب القيود الغذائية، وخاصة مرضى الداء البطني أو من يعانون من حساسية الغلوتين. ومع ذلك، فقد بدأت العلامات الكبرى واللاعبون المستقلون في تقديم خيارات خالية من الغلوتين، مما يجعل الوجبات السريعة أكثر إتاحة من أي وقت مضى.
على سبيل المثال، طرحت “McDonald’s” خبز برغر خاليا من الغلوتين في عدد من الدول الأوروبية. وفي إيطاليا، تتعاونت السلسلة مع “Schär”، وهي علامة معروفة بمنتجات خالية من الغلوتين، لتقديم خبز خالٍ من الغلوتين معتمد يُقدَّم في عبوات واقية لمنع التلوث التبادلي.
صعود الوجبات السريعة القائمة على النباتات
ترسخت حركة الأطعمة النباتية رسمياً في عالم الوجبات السريعة، مدفوعة بتزايد الطلب على خيارات أخلاقية وصديقة للبيئة. ولّت أيام قطعة البرغر النباتية الوحيدة وغير الملهمة؛ إذ باتت العلامات تقدم وجبات قائمة على النباتات تنافس قريناتها المعتمدة على اللحم.
على سبيل المثال، تبنّت “Burger King” نهجاً أكثر جرأة، مستهدفة قائمة نباتية بنسبة 50% بحلول عام 2030. وتؤكد فروعها النباتية بالكامل في لندن ومدريد، حيث تُقدَّم أصناف مثل “Plant-Based Whopper” و”Vegan Nuggets”، التزام العلامة بخيارات طعام خالية من اللحوم.
لقاء الوجبات السريعة مع الذواقة المحلية: المثال الإيطالي
لم تعد الوجبات السريعة تعني النكهات الموحدة المنتَجة بكميات ضخمة. في أنحاء أوروبا، تتبنى العلامات مكونات إقليمية وترفع الوجبات السريعة إلى تجربة “غورميه”.
من أبرز الأمثلة سلسلة “My Selection” لدى “McDonald’s” في إيطاليا، التي يشرف عليها الشيف الشهير جو باستيانيتش. تضم القائمة برغر فاخراً مصنوعاً ببارميجيانو ريجيانو، وسلامي إيطالي، وخل بلسمي من مودينا؛ مكونات تحتفي بالإرث الغذائي الإيطالي الغني مع الحفاظ على سرعة الوجبات السريعة وعمليتها.
أبعد من السلاسل: صعود الوجبات السريعة الشاملة لدى المستقلين
وبينما تُدخل العلامات الكبرى تغييرات، فإن بعضاً من أكثر التحولات إثارة يجري لدى اللاعبين المستقلين.
في باريس، أعاد “Hank Burger” تعريف الوجبات السريعة النباتية، مقدماً برغر نباتياً بالكامل مع أجبان خالية من الألبان وصلصات محضرة في المطعم. ويجذب المطعم ليس النباتيين فحسب، بل متّبعي الأنظمة المرنة وحتى عشاق اللحوم المتعصبين الذين تستقطبهم نكهاته الجريئة والتزامه بالجودة.
مستقبل الوجبات السريعة: إلى أين نمضي؟
إذن، ما الذي ينتظر الوجبات السريعة؟ ثلاثة اتجاهات كبرى ترسم ملامح تطورها:
قوائم شخصية – توقعوا مزيداً من التخصيص، من برغر نباتي تُعدّونه كما تشاون إلى خيارات حِميات “كيتو” و”باليو” والخالية من الغلوتين. إن حقبة القوائم الموحدة للجميع توشك على الانتهاء.
الاستدامة كمعيار – تتبنى علامات الوجبات السريعة ممارسات صديقة للبيئة، من عبوات قابلة للتحلل العضوي إلى مطابخ “صفر نفايات”. والشركات التي تفشل في التكيف مهددة بالتخلّف عن الركب مع مطالبة المستهلكين بخيارات أكثر أخلاقية.
صعود الوجبات السريعة الإقليمية والحرفية – ما هو التحول الأكبر؟ تبتعد الوجبات السريعة عن النمطية لتحتفي بالنكهات المحلية. من برغر “غورميه” في إيطاليا إلى “تشوروس” خالٍ من الغلوتين في إسبانيا وكباب نباتي في برلين، توقّعوا أن تصبح الوجبات السريعة انعكاساً حقيقياً للهوية الإقليمية لا تجربة عالمية موحّدة.

