المشهد السياسي في بغداد: تحالفات وتفاوض لتشكيل الحكومة المقبلة
خلفية المشهد السياسي
تشهد العاصمة بغداد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حراكاً سياسياً واسعاً بين القوائم الفائزة، في مشهد يعكس انطلاق مشاورات مبكرة لتشكيل التحالفات التي ستحدد ملامح الحكومة المقبلة. وتداخلت في هذه اللقاءات حسابات شيعية وسنية وكردية، بينما بقي السؤال الأكثر تداولاً داخل الكواليس: هل سيحصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على ولاية ثانية، أم أن الإطار التنسيقي يتجه إلى استبداله؟
مواقف الإطار التنسيقي
عضو الإطار التنسيقي عصام شاكر قال إن "أغلب قوى الإطار لا تدعم خيار التجديد للسوداني لولاية ثانية، لأسباب ترتبط بملفات خارجية وأخرى داخلية، فضلاً عن وجود خلافات لا يمكن إنكارها". وأضاف أن "الإطار يتجه نحو اختيار رئيس وزراء جديد وفق صيغة توافقية تُحسم داخل الإطار نفسه"، مشيراً إلى وجود نقاشات بشأن "اتفاق مكتوب" يحدد ولاية واحدة لرئيس الوزراء المقبل، ويمنعه من تشكيل الأطر أو الدخول في العمل الحزبي، على أن يقتصر دوره على إدارة الحكومة فقط.
تحليلات المحللين السياسيين
المحلل السياسي عدنان التميمي يرى أن السوداني "خرج من الانتخابات بنتيجة قوية"، ولديه كتلة تضم نواباً من محافظات شيعية وسنية، كما يتمتع "بعلاقات جيدة مع قوى سنية وكردية، خصوصاً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني". ويرى التميمي أن هذه العلاقات، إلى جانب حضور السوداني الخارجي، تمنحه فرصة واقعية للحصول على ولاية ثانية، رغم المعارضة الموجودة داخل الإطار.
الآفاق المستقبلية
مراقبون يرون أنه بين صعود السوداني الانتخابي واعتراضات داخل الإطار، تبدو بغداد أمام مرحلة تفاوضية مفتوحة على أكثر من احتمال. فالأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في الإجابة عن سؤال واحد: هل سيتمكن السوداني من الحفاظ على موقعه والعبور نحو ولاية ثانية، أم أن الإطار التنسيقي سيحسم موقفه ويدفع باسم جديد لقيادة الحكومة في واحدة من أكثر المراحل حساسية منذ سنوات؟

