انتخابات عراقية حاسمة: تحركات أميركية وإيرانية خلف الكواليس
التحركات الأمريكية
تتحدث الصحافة الإيرانية عن مشهدٍ انتخابي يزداد سخونة خلف الكواليس، حيث تتحرك الولايات المتحدة "بصمتٍ وكثافة" لإعادة رسم الخريطة السياسية في بغداد، في محاولةٍ لتقليص نفوذ طهران داخل الحكومة المقبلة. هذه المزاعم تأتي في وقتٍ يشهد فيه العراق تقاطعاً حاداً بين النفوذَين الأمريكي والإيراني، وسط انتخاباتٍ توصف بأنها الأكثر حساسية منذ 2003.
تعيين مساعد خاص للرئيس الأمريكي
أبرز ما استوقف تقرير الصحيفة الإيرانية كان الإشارة إلى تعيين رجل الأعمال الأمريكي من أصول عراقية كلدانية مارك سافايا مساعداً خاصاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون العراق، قبل أيامٍ فقط من موعد الانتخابات. واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة "ليست إدارية فحسب، بل سياسية بامتياز"، إذ تمثل وفقاً لها جزءاً من خطةٍ مدروسة تهدف إلى "إبعاد بغداد عن طهران وزيادة الانقسام بين العاصمتين".
الانتخابات العراقية
تُجرى الانتخابات العراقية وسط أزمةٍ معقدة متعددة الأبعاد: اقتصاد متعثر، وبطالة متفاقمة، وحدود رخوة، وقلق شعبي من تجدد العنف السياسي. وفي هذا المناخ المشحون، تشير الصحيفة إلى أن إعلان مقتدى الصدر وحيدر العبادي مقاطعة الانتخابات زاد من ضبابية المشهد، معتبرةً الخطوة انعكاساً للانقسامات داخل البيت الشيعي ومحور القوى التقليدية في العراق.
رؤية رئيس الوزراء
يركّز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على إبراز ما يسميه "إنجازات حكومته"، بدءاً من جذب استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار، مروراً بمحاولات تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وصولاً إلى تثبيت الاستقرار الأمني. وتضيف الصحيفة أن السوداني يحاول منذ توليه السلطة إيجاد توازنٍ دقيق بين واشنطن وطهران، مستشهدةً بتوقيع اتفاقية تقليص الوجود العسكري الأمريكي عام 2023، وتمديد العمل بها جزئياً حتى أيلول/سبتمبر 2025.
تحديات الأمن الإقليمي
بحسب التقرير الإيراني، فإن التحركات الأمريكية الحالية تهدف أيضاً إلى إضعاف القوى الموالية لمحور المقاومة داخل البرلمان المقبل، عبر تحالفاتٍ انتخابية "ناعمة" تستند إلى الدعم المالي والسياسي غير المباشر. وترى الصحيفة أنّ ذلك يشكل "تحدياً للأمن الإقليمي الإيراني"، خصوصاً في ظل تزايد التنسيق بين واشنطن وبعض العواصم الخليجية في ملفات الطاقة والدفاع.
مستقبل العلاقات بين بغداد وطهران
وفي المقابل، شددت الصحيفة على أن "الحفاظ على العلاقات التاريخية بين طهران وبغداد ضرورة استراتيجية لا يمكن التفريط بها"، مؤكدة أن إيران كانت وما زالت "رافعة أساسية لأمن العراق واقتصاده خلال العقدين الماضيين". تختتم الصحيفة تقريرها بالقول إنّ الانتخابات المقبلة ستكون اختباراً لمعادلة التوازن الإقليمي في العراق، إذ سيتحدد على ضوء نتائجها مستقبل علاقة بغداد بكلٍّ من طهران وواشنطن.

