تطورات الانتخابات العراقية
تتابع الولايات المتحدة مسار الانتخابات العراقية باهتمام متزايد، في وقت تشير فيه المؤشرات الأولية إلى انخفاض الإقبال في محافظات الجنوب والفرات الأوسط. وتقول قراءات المراقبين إن المشهد الانتخابي هذا العام يعكس تحولاً في أولويات الناخبين، إذ تراجع الاهتمام بالبرامج السياسية لمصلحة الوعود الخدمية المباشرة، وسط حالة عامة من الترقب والحذر لدى الشارع العراقي.
آراء الخبراء
يقول المختص في الشؤون الانتخابية طالب حسين إنّ "انخفاض مستوى المشاركة في الجنوب والفرات الأوسط – إن حدث – لن يغيّر كثيراً في حجم التمثيل النيابي للقوى الشيعية"، مشيراً إلى أن "المؤشرات الحالية تدل على نسب إقبال متوسطة تميل إلى الانخفاض، لكنها ليست نهائية وقد تتبدل مع ساعات التصويت الأخيرة". وأوضح أن "التصويت الخاص أظهر نتائج مغايرة للتوقعات، إذ شهد نسب مشاركة مرتفعة وجرى بانسيابية عالية دون خروقات، ما قد يشكل حافزاً للمشاركة في التصويت العام".
تحول في أولويات الناخبين
يرى حسين أن الأحزاب والكتل السياسية "لم تقدم برامج انتخابية واضحة"، مضيفاً أن "الكثير من المرشحين ركزوا على مشاريع خدمية صغيرة ومبادرات محلية لكسب التأييد الشعبي، مستفيدين من مواقعهم الحكومية أو قربهم من دوائر القرار". ويشير مراقبون إلى أن هذه الظاهرة أصبحت سمة بارزة في الحملات الانتخابية العراقية، إذ انتقلت المنافسة من الطروحات السياسية إلى الخدمات اليومية، الأمر الذي يعكس محدودية الثقة بالخطاب الحزبي وقدرة المرشحين على تحقيق وعود بعيدة المدى.
رصد الولايات المتحدة
تتابع واشنطن مجريات الانتخابات بعناية من خلال قنواتها الدبلوماسية في بغداد، وتراقب تغير المزاج الانتخابي في الجنوب باعتباره مؤشراً على مستقبل التحالفات داخل البيت الشيعي. ويقول محللون إن الولايات المتحدة لا تتدخل في سير العملية، لكنها تسعى إلى فهم طبيعة المشاركة الشعبية، وتقدير شكل الحكومة التي ستنبثق عنها وما إذا كانت ستحافظ على التوازن بين القوى المحلية والإقليمية.
التحديات المستقبلية
الانتخابات الحالية تمثل اختباراً جديداً للنظام السياسي العراقي في ظل ضعف البرامج وتنامي المطالب الخدمية. فبينما يراقب الداخل النتائج بعين الحذر، ترصد واشنطن المشهد من زاوية الاستقرار الإقليمي. وبحسب المراقبين، فإن ما يجري اليوم يعكس تحوّلاً في سلوك الناخب العراقي، الذي لم يعد يبحث عن الشعارات، بل عن الخدمات التي تمس حياته اليومية بشكل مباشر.

