المتحف المصري الكبير.. تحفة معمارية تجمّع بين الماضي والحاضر
مقدمة
يُطلّ المتحف المصري الكبير على بُعد خطوات قليلة من أهرامات الجيزة الخالدة، مُشكّلاً جسراً بصرياً وتاريخياً بين الماضي والحاضر. يربط المتحف ممشى حضاري فريد بين المتحف ومنطقة الأهرامات، مانحاً الزائر رحلة تأخذ بيده إلى عالم يمتزج فيه سحر التاريخ بروعة الإبداع المعماري الحديث.
تصميم المتحف
يُعد تصميم المتحف نموذجاً هندسياً متقنًا، إذ جرى بناه بزوايا هندسية مدروسة تسمح لواجهاته الزجاجية العملاقة بالإشراف مباشرة على الأهرامات الثلاثة، ليعيش الزائر تجربة بانورامية مهيبة من داخل القاعات. تظهر الأهرامات عبر الواجهات الزجاجية كلوحة فنية معلّقة في الأفق، في مشهد يأسر الأنظار ويمنح تجربة بصرية لا مثيل لها في أي متحف بالعالم.
مركز الترميم
قال مدير مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، حسين محمد كمال، إن "المتحف المصري الكبير يُعد واحداً من أضخم المشاريع الثقافية والحضارية في العالم، بفضل موقعه الفريد وإطلالته المباشرة على أهرامات الجيزة". أضاف أن "أعمال البناء بدأت عام 2006 واستمرت بمراحل دقيقة ومدروسة، شملت إنشاء مركز متطور لترميم الآثار كان له دور محوري في تنفيذ المشروع وصيانة الكنوز الأثرية".
قاعات العرض
شهد المتحف تشغيلًا تجريبيًا ناجحًا شمل المسلّة والسلالم المتحركة وعدداً من قاعات العرض الرئيسية، من بينها القاعة الذهبية وقاعة الملك توت عنخ آمون. يستقبل المتحف زائريه في المدخل الرئيسي بتمثال الملك رمسيس الثاني، ويضم 12 قاعة عرض كبرى، إضافة إلى متحف مراكب الملك خوفو.
تجربة ثقافية وتعليمية
يقدم المتحف لزوّاره تجربة ثقافية وتعليمية متكاملة عبر قاعات العرض المفتوح، والمناطق الترفيهية والتثقيفية المخصّصة للأطفال، إلى جانب متحف الأطفال التفاعلي الذي يعتمد أحدث تقنيات الواقع الافتراضي. يمكن للزائر ارتداء النظارات المخصّصة للتجول عبر عصور الفراعنة، ومشاهدة طقوس الحياة والدفن والتكريم بعدة لغات في تجربة تعليمية مُبهرة.
معامل الترميم
يضم المتحف نحو 57 ألف قطعة أثرية تم ترميمها بدقة متناهية داخل ستة معامل متخصصة للصيانة العلاجية وضبط درجات الحرارة والرطوبة للحفاظ على القطع الأثرية. يُعد معمل الفحص العلمي من أهم مرافق مركز الترميم، حيث يتمّ هناك فحص القطع الأثرية وتحليلها باستخدام أحدث التقنيات العلمية.

