في التراث الديني ثمة جملة تحذر من الفتنة بعبارة تقول “الداخل فيها ملعون والخارج منها ملعون”، وربما هي الجملة التي تنطبق على بعض من دخل خيمة “قذافي ليبيا” وقصر “إبستين أميركا”، وهما المكانان اللذان لا يزالان يجران خلفهما كثيراً من الفضائح واللعنات.
وآخر ضحايا القصر، تجريد الأمير أندرو، دوق يورك، والابن الثاني للملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية والشقيق الأصغر للملك الحالي تشارلز الثالث، من ألقابه الملكية، بعد دخوله قصر إبستين وجزيرته، والحال أيضاً لخيمة القذافي التي قادت أخيراً الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى السجن لقضايا عدة ومن بينها اتهامات وجهت له بتلقيه أموالاً من نظام القذافي من أجل دعم حملته الرئاسية عام 2007.
وعلى رغم وفاتهما، الزعيم الليبي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاماً وقتل في 2011، ورجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين الذي انتحر داخل زنزانته عام 2019، فإن لعناتهما لا تزال ناراً حيّة تنهض كل عام من تحت رماد السنين لتلتهم من تورط في دخول “الخيمة والقصر”.
### ساركوزي والقذافي والسجن
في ديسمبر (كانون الأول) عام 2007 ظهر القذافي بزيه التقليدي اللافت من داخل خيمته، وإلى جواره كان يجلس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمامهما حلوى الـ”الغريبة” المزينة بالفستق الحلبي وبقلاوة وحلوى ليبية، وهي الزيارة التي وصفتها وسائل الإعلام آنذاك أنها جاءت “لتأكيد عودة العلاقات بين فرنسا وليبيا بعد أعوام من القطيعة”.
لكنه اللقاء في ما يبدو الذي كان سبباً في دخول “الرئيس المفرط” السجن، واللقب أطلقه عليه الصحافيون الفرنسيون، لنشاطه المفرط في السياسة الداخلية والخارجية ورغبته في حل كثير من المشكلات في كل المجالات.
### سحب الجنسية والمؤبد
أدت الفضائح التي ظهرت تباعاً إلى اتخاذ الحكومة الكويتية قراراً بسحب جنسية حاكم المطيري وبالحكم عليه بالسجن المؤبد غيابياً منذ أبريل (نيسان) عام 2021 في قضية تحولت إلى قضية أمن دولة، بعدما دين المطيري بتهم أبرزها “قلب نظام الحكم” و”التخابر لمصلحة ليبيا ضد الكويت”.
### من البحر إلى البحر
في بعض الأشعار الصوفية، يرمز البحر إلى الفتنة الدنيوية، وللمفارقة أن على إطلالة منه بنيت الخيمة وشيد القصر.
والخيمة الشهيرة تقع في الجزء الشمالي الغربي من ليبيا، على ساحل البحر الأبيض المتوسط. فيما الجزيرة بقصورها تقع وسط البحر الكاريبي في المنطقة الغربية من الكرة الأرضية.
### فتاة أميركية عادية تسقط أميراً بريطانياً
كان آخر ضحاياها سليل “جدة أوروبا” الملكة فيكتوريا التي عرفت بالتقاليد المحافظة والحياة الصارمة.
وهي الملكة التي كانت رمزاً لقوة الإمبراطورية البريطانية وخلال عهدها توسعت الملكية لتصبح الأكبر في التاريخ، وبات ينحدر من سلالتها ملوك بريطانيا والدنمارك والنرويج والسويد وإسبانيا وألمانيا وروسيا سابقاً.
### كيلنتون وبلير وباراك وترمب
من أبرزهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي لم يبرأ من جرح فضيحته الكبرى مع مونيكا لوينسكي، حين انكشف أمر علاقته غير المشروعة مع متدربة البيت الأبيض عام 1998.
وورد أخيراً اسمه ضمن سجلات رحلات إبستين الخاصة، وعلى رغم نفيه أية علاقة بالممارسات غير القانونية، فإن الارتباط بإبستين وحده يعد محل شبهة ووصمة عار.
ولم يسلم الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب من الفضائح، إذ ورد اسمه أيضاً وتداولت الصحف والقنوات صوراً خاصة تجمعه خلال تسعينيات القرن الماضي بإبستين، لكنه لم يخضع لأية ملاحقة قضائية.

