النظام الصحي المستدام في الإمارات
تُعد الإمارات من الدول الرائدة في المنطقة في تطوير نظام صحي مستدام يواكب التحديات العالمية، ويُحقق أهداف التنمية المستدامة، ويُلبي احتياجات المواطنين والمقيمين بكفاءة وجودة عالية.
رؤية النظام الصحي
تنطلق رؤية النظام الصحي في الدولة من توجهات القيادة الرشيدة، لا سيما في «رؤية الإمارات 2031» التي تضع الصحة في قلب التنمية، من خلال بناء نظام صحي مستدام يركز على الوقاية، الرعاية المتقدمة، والكفاءة التشغيلية.
سياسات وتشريعات داعمة
تبنّت الدولة سياسات وتشريعات تدعم الاستدامة، مثل اعتماد نظام التأمين الصحي الشامل، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الرعاية الصحية، وتنفيذ مشاريع رقمية تقلل من الهدر وترفع من كفاءة تقديم الخدمات.
التحول الرقمي
من أبرز دعائم النظام الصحي المستدام في الإمارات التحول الرقمي، الذي شمل إدخال أنظمة مثل:
- الملف الصحي الإلكتروني الموحد (مثل «رعايتي» و«نابض»)
- التطبيب عن بُعد، الذي ازداد انتشاره بعد جائحة «كوفيد-19»
- الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وتحليل البيانات الطبية
تُسهم هذه التقنيات في تقليل كلفة الرعاية، وتسريع الحصول على الخدمة، وتحسين تجربة المريض، ما يعزز من كفاءة النظام ويجعل استدامته أكثر واقعية.
البعد البيئي
تهتم الإمارات أيضاً بالبعد البيئي كجزء من استراتيجيتها الصحية المستدامة، إذ أطلقت مشاريع تخص:
- بناء مستشفيات خضراء صديقة للبيئة
- استخدام الطاقة الشمسية في بعض المرافق الصحية
- إدارة النفايات الطبية بأساليب حديثة تقلل من الانبعاثات وتضرر البيئة
- دمج أهداف الحياد الكربوني ضمن خطط تطوير المستشفيات الجديدة، بما يتماشى مع مبادرة الدولة لتحقيق صفر انبعاثات بحلول 2050.
الكفاءات والبحث العلمي
الاستدامة لا تكتمل دون الاستثمار في العنصر البشري. لذلك تولي الإمارات أهمية كبرى لتدريب الكوادر الطبية، وتوفير برامج تعليم طبي مستمر، وتشجيع البحث العلمي والابتكار، خصوصاً في مجالات مثل الطب الدقيق، التكنولوجيا الحيوية، والصحة العامة.
وأنشأت الدولة مراكز بحثية متقدمة ومبادرات مثل «مسبار الصحة» و«منصة البيانات الصحية الموحدة»، التي تهدف إلى تحسين السياسات الصحية بناءً على البيانات الواقعية.
الوقاية والتكامل
يركز النظام الصحي في الإمارات على الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري، والسمنة، وأمراض القلب، من خلال برامج وطنية للفحص المبكر، ونشر الوعي الصحي في المدارس والمجتمع.
وتشجع الدولة على التكامل بين القطاعين الصحي والاجتماعي، من خلال ربط الرعاية الصحية بالخدمات المجتمعية، بما يضمن شمولية واستمرارية الخدمة.
الخلاصة
الخلاصة أن الإمارات أثبتت أنها تسير بخطى واثقة نحو بناء نظام صحي مستدام يُلبي التحديات المستقبلية، من خلال الاستثمار في التقنية، والتعليم، والبيئة، والشراكات. ولا شك أن هذا التوجه سيجعل من الإمارات نموذجاً عالمياً في الرعاية الصحية الذكية والمستدامة.

