أزمة المياه في العراق: تحذيرات وفرص للتعاون
الأزمة المائية: أخطر منذ مئة عام
حذر رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية السابق، فرات التميمي، من تفاقم الأزمة المائية التي وصفها بأنها "الأخطر منذ مئة عام". مؤكدا أن زيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد تمثل فرصة نادرة لوضع حلول واقعية قبل بلوغ مرحلة حرجة قد تهدد الأمن المائي والغذائي للبلاد.
مؤشرات الأزمة
أشار التميمي إلى أن المؤشرات المتوفرة لدى وزارة الموارد المائية تؤكد أن العراق يعيش أزمة مائية استثنائية وغير مسبوقة. حيث تراجع خزين سد الموصل إلى ما دون المليار متر مكعب، وهو مستوى تجاوز الخط الأحمر بشكل خطير. كما أوضح أن تقلص الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات لم يعد مجرد تقارير فنية، بل أصبح واقعاً مؤلماً بدأت انعكاساته تضرب مدن الجنوب والفرات الأوسط بشدة.
نقاط استراتيجية للتعاون
يشير التميمي إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد يجب أن تتناول أربع نقاط استراتيجية أساسية. أولها إعادة النظر في الإطلاقات المائية ودعم العراق بكميات كافية لتجاوز الأزمة. خاصة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 20 مليار دولار سنوياً. النقطة الثانية تتمثل في عقد اتفاق يعتمد مبدأ تقاسم الضرر خلال مواسم الجفاف. والثالثة في إنشاء مركز تنسيق مشترك لبحث المشاريع المائية وتبادل الخبرات في حصاد المياه والزراعة المستدامة. أما الرابعة فتتعلق بضرورة موقف تركي عملي يسهم في إنعاش حوضي دجلة والفرات.
فرصة حقيقية للتعاون
يؤكد التميمي أن الخريف الحالي جاء جافا على غير العادة، ما يجعل زيارة الوزير التركي فرصة حقيقية لوضع تفاهمات جادة قبل أن تدخل البلاد مرحلة العطش الحاد وصعوبة إدارة الموارد المائية. يأتي هذا التطور في وقت رعى فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مراسم التوقيع على الآلية التنفيذية الخاصة باتفاقية التعاون الإطارية مع تركيا في مجال المياه.
اتفاقية التعاون الإطارية
أشار المكتب الإعلامي للسوداني إلى أن الاتفاق سيكون أحد الحلول المستدامة لأزمة المياه في العراق، من خلال حزم المشاريع الكبيرة المشتركة التي ستُنفذ في قطاع المياه، لمواجهة وإدارة أزمة شحّ الموارد المائية. وقال السوداني إن أزمة المياه هي أزمة عالمية، وأن العراق أحد البلدان التي تضررت بسببها. وأوضح أن اتفاق آلية التمويل سيعزز العلاقات الثنائية مع تركيا ويسهم في تناميها بمختلف المجالات، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.

