الذكاء الاصطناعي والانتخابات في العراق: تحديات وتحولات
مقدمة
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، تشهد ساحات المنافسة تحولاً كبيراً. أصبح الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في تشكيل الوعي الانتخابي، وصناعة القناعات. هذا يثير مخاوف بشأن التضليل وتشكيل الرأي العام.
التضليل الرقمي والانتخابات
الخبير في التقنيات الرقمية علي العمران يشير إلى أن العراق يعاني من مرحلة حساسة من التضليل المنظم. يستخدم الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى سياسي مزيف، سواء عبر التزييف العميق أو الحسابات الوهمية المدعومة بالروبوتات الآلية. هذا يمكن أن يؤدي إلى توجيه الرأي العام وحدوث انقسام مجتمعي واسع.
عصر التضليل الصناعي
العراق يدخل عصر التضليل الصناعي، حيث يمكن لتقنية واحدة تغيير اتجاه النقاش العام بسرعة. المقاطع المصنوعة بدقة عالية تُنسب إلى سياسيين أو شخصيات عامة، وتُتداول بسرعة تفوق قدرة المؤسسات الرسمية على نفيها أو التحقق منها. هذا يجعل أي إشاعة قابلة للتحول إلى أزمة حقيقية في لحظات.
التحديات والخطر
تقرير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق أشار إلى تسجيل أكثر من ألف وثمانمئة حالة تضليل رقمي خلال انتخابات عام 2021. دراسات دولية تؤكد أن أكثر من ثمانين بالمئة من دول العالم شهدت استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الانتخابية خلال العامين الماضيين. هذا يُظهر مدى الخطر الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على العملية الديمقراطية.
الحلول والتحديات
الخبير علي العمران يحذر من أن الخطر لا يقف عند حدود الدعاية السياسية، بل يمتد إلى تشويه سمعة المرشحين ونشر الشائعات حول التزوير وبث الشكوك في المفوضية العليا للانتخابات. يُشير إلى أن العراق يعيش حالياً حرباً معلوماتية صامتة تُدار من أطراف داخلية وخارجية تسعى إلى التأثير على خيارات الناخبين.
مستقبل العملية الديمقراطية
في ظل غياب التشريعات الواضحة، تبدو الحاجة إلى تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام والسياسة مسألة عاجلة. هناك حاجة إلى برامج وطنية لتعزيز الوعي الرقمي وإدخال مهارات التحقق من المعلومات في التعليم والإعلام. المعركة المقبلة لن تُحسم في مراكز الاقتراع فقط، بل في العالم الافتراضي الذي يصنع الرأي العام ويعيد رسم حدود الثقة.
الخلاصة
العراق يقف اليوم أمام اختبار جديد، ليس بين الأحزاب والمرشحين فحسب، بل بين الحقيقة والوهم. إذا لم تُدار هذه المواجهة بوعي وتشريعات صارمة، فقد تتحول الخوارزميات إلى ناخب خفي يصوّت بالنيابة عن الجميع.

