أحيانًا لا تحتاج السياسة إلى بيانات أو تصريحات مطولة لتكشف عن موازين القوى، فهناك لقطات تختصر المشهد كله.. في بروكسل، لم يكن الرئيس عبدالفتاح السيسي مجرد مشارك في قمة مصرية أوروبية، بل بدا وكأنه محور الحضور وموضع اهتمام القادة الأوروبيين، في مشاهد لم تمر مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت البداية من الاجتماع الهام بين السيسي وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، التي لم تُخفِ تقديرها واحترامها، إذ رصدت الكاميرات أكثر من 23 نظرة متمعنة لزعيم الشرق الأوسط، خلال كلمتها وهي تتحدث إليه، فهي تعرف أنها تخاطب شريكًا تثق في وزنه وقوته وقيادته الحكيمة.
ثم جاء المشهد الذي اختصر دلالات كثيرة: تصفيق حار من قادة أوروبا عقب كلمة الرئيس السيسي، قبل أن يلتفوا حوله مصافحين ومتحدثين في ودٍ نادر، في لحظة بدت فيها القاهرة مركزًا للحوار لا الطرف البعيد عنه.
وخارج القاعة، كان المشهد مكمّلًا للصورة؛ المئات من المصريين في شوارع بروكسل يهتفون ويحتفون برئيسهم، في لحظة امتزج فيها الانتماء بالعزة الوطنية.
ما بين نظرات التقدير في القاعة وتصفيق الحضور وحفاوة الجالية، بدت زيارة السيسي لبروكسل رسالة هادئة لكنها عميقة: أن مصر، رغم كل التحديات، ما زالت تقف بثقة في قلب أوروبا، وتتحدث بلغتها الخاصة.. لغة الاحترام والهيبة.

