كنتُ في طريقى إلى المسرح القومى بالعتبة لأشاهد للمرة السادسة عرض الملك لير للنجم القدير يحيى الفخرانى وطارق دسوقى ومجموعة من النجوم الشباب الرائعين، واستمتعت بهذه الملحمة الفنية التي بقيادة المخرج شادى سرور وبقلم الكاتب الإنجليزى وليام شكسبير، والموسيقى التصويرية التي من تأليف أحمد الناصر وقطع الديكور التي من لمسات حمدى عطية، والحقيقة رغم إنها المرة السادس لكننى كل مرة أشعر بنفس الشغف والحماس لحضور هذا العرض المميز الذى أدعوا الجميع لحضوره والاستمتاع به.
وبينما وأنا في طريقى إلى هناك كنت أتحدث في الهاتف المحمول مع صديقتى وأنا أستقل التاكسى، وأخبرها بأننى ذاهبة إلى المسرح، وبعد أن أنهيت مكالمتى معها وجدت السائق الذى كان يتابع حديثى يسألنى: “هو لسه فيه مسرح يا أستاذة؟ فين أيام ماكان كل صيف نشوف إعلان لمسرحية عادل إمام وسمير غانم؟”، والحقيقة تعجبت من سؤاله واندهاشه وجاوبته على الفور، نعم.. يوجد مسرح بل هناك فترة انتعاش للفن المسرحى، بدفعك 110 جنيه فقط يمكنك مشاهدة الفنان القدير يحيى الفخرانى عن قرب وهو يتألق في رواية الملك لير، كما أن المسرح القومى للأطفال يقدم عروضاً بأسعار تتراوح مابين 42 و32 جنيه للفرد ومسرح الطليعة يقدم عرض كارمن عن رواية بروسبير ميريميه وبسعر 42 جنيه للفنانة ريم أحمد ومجموعة من الشباب المميزين .
ولا أنسى أيضاً مسرح القاهرة للعرائس والذى يقدم عرض مسرحى خلال هذه الفترة باسم “مروان وحبة الرمان” كل خميس و جمعة الساعة 7 مساء، وسعر التذكرة 42 جنيه فقط وبعد كل هذا لا يحق طرح سؤال “هو فيه مسرح؟”، اعتقد من يطرح مثل هذا السؤال هو شخص مقصر أو غير شغوف بهذا النوع من الفن لأنه لم يسعى ويبحث عن العروض ليختار من بينها ما يناسب ذوقه وعمره ليشاهده ويستمتع بتجربة فنية مختلفة، ولهذا أود أن أشكر الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة على جهده وحرصه على إنعاش أبو الفنون مرة أخرى ومجهوداته التي يبذلها فى إنعاش الحياة الثقافية في مصر.
