أزمة المنتخب الوطني العراقي: بين الفشل الفني والإدارة الريكية
الاستقرار الفني والرؤية المؤسسية
تُظهر تحليلات النتائج الأخيرة للمنتخب الوطني العراقي لكرة القدم تقاطعًا بين ثلاثة عوامل رئيسية: عدم الاستقرار الفني، غياب الرؤية المؤسسية، وضعف الاستثمار في القاعدة الشبابية. بعد إقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس إثر الهزيمة أمام فلسطين، دخل الجهاز الفني في دوامة تغييرات متلاحقة أربكت الأداء وأفقدت اللاعبين الانسجام المطلوب.
غياب الشفافية في الاختيارات
المتابعون للشأن الرياضي العراقي يرون أن الأزمة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، لتشمل البنية الإدارية للاتحاد والأندية. التقارير المتداولة عن ضعف الشفافية في الاختيارات وتضارب المصالح داخل منظومة القرار الرياضي تشير إلى أن المشكلة ليست في اللاعبين أو المدربين فقط، بل في غياب سياسة رياضية متكاملة تربط القاعدة بالقمّة.
دعوة إلى إعادة النظر الشاملة
النائب باقر الساعدي يدعو إلى “إعادة نظر شاملة وهيكلة حقيقية للمنتخب الوطني وفق مبادئ رياضية تأخذ بنظر الاعتبار الخبرات الدولية”، لافتًا إلى أن “المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تأسيس منتخب جديد يعتمد على المواهب الشابة في الفرق الشعبية والمدارس الكروية”.
تحديات بنيوية
تواجه كرة القدم العراقية تحديات بنيوية تتعلق بالتمويل والبنى التحتية. غياب ملاعب بمواصفات احترافية في عدد من المحافظات، وتذبذب الاستضافة الدولية بسبب الظروف الأمنية، حرم المنتخب من ميزة “الأرض والجمهور” لسنوات طويلة.
مستقبل المنتخب
تؤشر نتائج المنتخب الأخيرة إلى أزمة تخطيط لا أزمة جهد، إذ يفتقر العراق إلى مشروع كروي متكامل يبدأ من المدارس وينتهي بالمنتخب الأول، وغياب هذه السلسلة هو ما جعل كرة القدم تعيش على إنجازات مؤقتة لا على رؤية طويلة الأمد.
الحلول
الدعوة إلى "هيكلة رياضية" ليست مجرد مطلب إداري، بل تحذير من استمرار الفوضى في أهم قطاع جماهيري. الإصلاح الحقيقي يبدأ من القاعدة: الاستثمار في المواهب، تطوير المدربين المحليين، وإبعاد الرياضة عن أي تداخلات سياسية أو طائفية أو مكوناتية تعيق العدالة الفنية.

