المعادن الأرضية النادرة: السيطرة الصينية على الصناعة
خلفية السيطرة الصينية
شددت الصين القيود على صادرات المعادن الأرضية النادرة، مما أثار استفزازاً في البيت الأبيض. هذه الخطوة تعكس سيطرة بكين على صناعة تعتبر حيوية في الاقتصاد العالمي. هذه السيطرة لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة عقود من العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي.
تكتيكات صينية عدوانية
اعتمدت الصين منذ تسعينيات القرن الماضي على تكتيكات عدوانية للحفاظ على احتكارها للمعادن الأرضية النادرة. هذه المعادن حيوية في تصنيع المغناطيسات المستخدمة في السيارات الكهربائية، توربينات الرياح، والمقاتلات النفاثة، والعديد من المنتجات التقنية المتطورة.
دعم حكومي
قدمت الحكومة الصينية دعماً مالياً واسعاً لشركاتها الرائدة في هذا المجال، وشجعتها على الاستحواذ على أصول المعادن الأرضية النادرة في الخارج. كما سنّت قوانين تمنع الشركات الأجنبية من امتلاك مناجم لهذه المعادن داخل الصين.
كيانات عملاقة
دمجت بكين المئات من الشركات المحلية لتشكيل عدد محدود من الكيانات العملاقة، ما منحها قدرة أكبر على التحكم في الأسعار العالمية. عندما حاولت الولايات المتحدة إعادة إحياء صناعتها المحلية في هذا المجال، ردّت الصين بإغراق السوق بالإمدادات، مما أدى إلى تراجع الأسعار وعدم قدرة المنتجين الغربيين على المنافسة.
استراتيجية طويلة الأمد
حتى عام 1991، كانت الولايات المتحدة المورد العالمي الأبرز للمعادن الأرضية النادرة. لكن الصين كانت تمتلك أيضاً مخزوناً وافراً، وكانت استراتيجيتها طويلة الأمد بدأت تتضح. سنّت الصين قانوناً صنّف المعادن الأرضية النادرة بأنها "استراتيجية"، وقيّد عمل شركات التعدين الأجنبية مع الشركات المحلية.
شراء الأصول الأميركية
حصلت شركات مرتبطة بالدولة الصينية على موافقة الحكومة الأميركية للاستحواذ على أعمال المعادن الأرضية النادرة وتصنيع المغناطيسات التي أطلقتها شركة "جنرال موتورز". نقلت بكين معداتها إلى الصين وأتاحت فرصاً لكبار المهندسين الأميركيين للعمل في الصين والمساهمة في إنشاء مصانع جديدة هناك.
فشل أميركي
حاولت شركة أميركية تُدعى Molycorp إحياء منجم "ماونتن باس" وصناعة المغناطيسات محلياً عبر خطة أطلقت عليها اسم مشروع فينيكس Phoenix، لكن هذه المحاولة انتهت بالفشل. أفلست شركة "Molycorp" بعدما انهارت أسعار المعادن الأرضية النادرة الأميركية، لتكرر الصين بذلك سيناريو الأسعار المنخفضة التي ساهمت في إغلاق المنجم الأميركي الوحيد تقريباً لهذه المعادن.
زيادة الإنتاج
في عام 2021، تزايدت مخاوف الحكومة الأميركية من قدرة الصين على تسليح المعادن الأرضية النادرة كأداة استراتيجية. استجابت واشنطن بإطلاق تمويل واسع النطاق لإنشاء مصانع جديدة للمعادن الأرضية النادرة.可是، فإن الميزات التنافسية التي تملكها الصين لا يمكن تجاوزها بين ليلة وضحاها.

