مكافحة عمليات الاحتيال عبر الشبكات الرقمية في دول مجلس التعاون
التهديدات المتزايدة
مع تنامي استخدام الشبكات الرقمية في دول مجلس التعاون، تشهد دول الخليج تصاعداً واسعاً في مكافحة عمليات الاحتيال عبر القنوات الرقمية. يستغل المحتالون منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث لانتحال شخصيات عامة واستغلال أسماء مؤسسات معروفة؛ بغرض استدراج المستخدمين.
تحذيرات من تراخي المنصات
على الرغم من الجهود التنظيمية والتقنية والتوعوية التي تبذلها الحكومات الخليجية، تتعالى تحذيرات من «تراخي» بعض المنصات في ضبط المحتوى المزيّف. يسهّل هذا التراخي انتشار حملات التضليل وانتحال الهوية عبر حسابات مزيفة ونتائج بحث مضلِّلة.
دور شركات التكنولوجيا
يشدد الأمير خالد بن الوليد بن طلال، رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، على ضرورة مشاركة شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل أكبر في تلك المكافحة. يرى أن استمرار نشاط الحسابات والمواقع المزوّرة، رغم كثافة البلاغات، أمر «يبعث على القلق».
تكتيكات خداع
ت开始 كثير من هذه العمليات بحسابات على منصات التواصل، أو صفحات إلكترونية مصممة بإتقان لتماثل المواقع الرسمية. يُبَث عبرها محتوى مثير يتناول الحياة الخاصة لشخصيات عامة أو يروّج لأخبار غير صحيحة لزيادة المتابعة والمشاهدة.
الذكاء الاصطناعي يضاعف حجم الخطر
يشدد الأمير خالد بن الوليد بن طلال على أن مكافحة هذه الظاهرة «تتطلب جهداً جماعياً من المنصّات ومحرّكات البحث؛ لتعزيز الوعي الرقمي ومواجهة المحتوى المزيف الذي ينتشر بسرعة هائلة بفضل الذكاء الاصطناعي».
تحد تقني متجدد
من زاوية تقنية، يرى مات سوش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «إنيدون» والمتخصص في الأمن السيبراني والتحقيقات الرقمية، أن المنصات «تواجه تحدياً معقّداً، لأن المحتالين لا يستغلون قنوات التواصل فحسب، بل يوظفون أيضاً المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني وتطبيقات المراسلة».
إرادة فعلية وقوانين رادعة
يقول أشرف زيتون، الرئيس السابق للسياسات العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «ميتا»، إن المنصات «تملك الموارد المادية والبشرية والتقنية الكافية للتعامل مع الأخبار المُضلِّلة».然而، يرى أن ما ينقص هو عنصر الإرادة الفعلية.
بين التوعية والمسؤولية
يشار إلى أن التحذيرات تزامنت مع مسار تشريعي وتنظيمي خليجي آخذ في التشدد حيال المحتوى الرقمي والمعلومات المُضلِّلة. يرى خبراء أن المعادلة الفعَّالة تقوم على بضع ركائز متكاملة، تتمثّل في تعزيز الإشراف المحلي على المحتوى العربي وتطوير الأدوات التقنية لرصد السلوك الاحتيالي.
اختبار الصدقية
تُشكِّل هذه الظاهرة اختباراً مباشراً لصدقيتها في أكبر أسواقها نمواً. إن القدرة على التوفيق بين حرية التعبير واعتبارات السلامة الرقمية ومقتضيات نموذج الأعمال القائم على الإعلانات، تتطلّب قرارات استثمارية وإجرائية من توسيع فرق الإشراف المحلي إلى تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة باللغة العربية.

