الوضع الراهن في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن امتناع الصين عمداً عن شراء فول الصويا من الولايات المتحدة، والتسبب في صعوبات للمزراعين، يُعدّ عملاً عدائياً اقتصادياً. وأضاف ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “ندرس إنهاء التعاملات التجارية مع الصين”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة على سبيل المثال يمكنها إنتاج زيت الطهي، وليست بحاجة لشرائه من الصين.
المناقشات حول المساعدات للمزارعين
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أشخاص مطلعين على المناقشات قولهم إن ترمب يدرس تقديم مساعدات بقيمة 10 مليارات دولار أو أكثر للمزارعين الأميركيين، في الوقت الذي يحذر فيه قطاع الزراعة من تداعيات اقتصادية ناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية واسعة النطاق، وسط تراجع مشتريات الصين من المحاصيل الزراعية الأميركية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن المناقشات تركزت على مساعدات تتراوح قيمتها بين 10 مليارات و14 مليار دولار.
وأضاف المسؤول أن من المرجح أن “تذهب المساعدات لدعم منتجي فول الصويا، بالإضافة إلى قطاعات أخرى من الاقتصاد الزراعي”، مشدداً على أن المشاورات لا تزال جارية وأنه لم يحسم أي شيء بشكل نهائي.
احتياجات المزارعين
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي إن “الرئيس ترمب ووزير الزراعة بروك رولينز على اتصال دائم بشأن احتياجات مزارعينا، الذين لعبوا دوراً حاسماً في انتصار الرئيس في نوفمبر”.
وأضافت: “لقد أوضح ترمب عزمه استخدام عائدات التعريفات الجمركية لمساعدة قطاعنا الزراعي، لكن لم تتخذ أي قرارات نهائية بشأن ملامح هذه الخطة”.
الوضع الاقتصادي الحالي
وتأثرت واردات فول الصويا، الذي يُستخدم في الغالب كعلف للحيوانات، بشدة خلال ولاية ترمب الأولى، عندما انخرط البلدان في حرب تجارية.
في ذلك الوقت، سعت الصين إلى تنويع مصادر وارداتها وبحثت عن دول أخرى لاستيراد المنتجات الزراعية.
وخسر القطاع الزراعي الأميركي حوالي 27 مليار دولار خلال الحرب التجارية عام 2018، 71% منها مرتبطة بفول الصويا، وفقاً لبيانات الجمعية الأميركية لفول الصويا، ولا يزال المزارعون يعانون من تداعياتها.
الآثار على المزارعين
ويعيش الكثير من المزارعين ممن تأثروا بالرسوم الجمركية حينها، في ولايات صوّتت لترمب في انتخابات 2024، حيث صوتت ولاية إلينوي ومينيسوتا فقط، لصالح كامالا هاريس نائبة الرئيس السابقة.
وخلال الحرب التجارية الأولى بين الولايات المتحدة والصين، برزت البرازيل، أكبر مُصدّر لفول الصويا في العالم، كمستفيدة من هذا الصراع.
ومنذ عام 2010، شهدت صادرات فول الصويا البرازيلية إلى الصين نمواً بنسبة تزيد عن 280%، في حين ظلت الصادرات الأميركية ثابتة.

