كيف أثّرت اتفاقية شرم الشيخ على المشاعر المصرية
إعادة اكتشاف البهجة
تأرجح معدل درجات الحرارة في شرم الشيخ بين 30 و32 درجة مئوية، وهو ما يُعد أعلى من الدرجة المثالية المرغوبة، التي تراوح بين 22 و24 درجة مئوية. ومع ذلك، فإن العديد من المصريين يشعرون بأن هواء شرم الشيخ ينعشهم ويسعدهم.
الأخبار التي جاءت من شرم الشيخ، والتي يطلق عليها لقب "مدينة السلام"، أضافت شعوراً بالإيجابية والتفاؤل في الشارع المصري. كما يُشير أحد المُعلقين، فإن الوجوه التي كانت محمومة بالهموم بدت فجأة مُبتسمة دون سابق إنذار.
التأثير النفسي
الصراع الذي استمر على مدار عامين على الحدود الشرقية لمصر ألقى بظلال ثقيلة على قلوب المصريين وعقولهم، التي كانت مُثقلة أصلاً بأوجاع اقتصادية مريرة. ومع ذلك، فإن الاتفاق المُبديء الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ، الذي يُعد مرحلة أولى من مراحل تهدئة الحرب، أضفى هالة من الراحة على الكوكب.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الشعور بالبهجة الذي يُشعر به المصريون هو شعور فردي أم جماعي؟ الجواب يبدو واضحاً من ردود الأفعال الإيجابية التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يُشير العديد من المستخدمين إلى شعورهم بالارتياح والتفاؤل بعد الإعلان عن الاتفاق.
استعادة العافية
الغريب والمذهل هو أن هذا الأمن النفسي، الذي تعرض لهزات عنيفة وتدهورات شديدة، ظهر فجأة وكأنه استعاد جانباً معتبراً من عافيته. حتى لو كانت الاستعادة موقتة أو تحت تأثير نشوة الاتفاق، تبقى الحقيقة المرئية أن نسمة هواء شرم الشيخ أثلجت صدور المصريين.
ال_laft أن هذه البلورة لم تتأثر كثيراً بما يُقال في الإعلام الرسمي، أو تشوبها شبهة توجيه من هنا أو تشكيل من هناك. الفرحة طبيعية، والبهجة عضوية بلا تدخلات صناعية.
تظل الشبكة العنكبوتية مرتعاً لكتائب الرأي ولجان الرأي الآخر، لكنها أيضاً مليئة بنوافذ تطل منها مشاعر المستخدمين وتقلبات الأهواء. لا يزال البعض يدخل في نقاشات جانبية حول إذا ما كانت "حماس" انتصرت أو انهزمت، لكنها تظل في الهوامش، ويهيمن على المتن شعور بالراحة، ولو كان موقتاً، وإحساس بالبهجة، شبهها أحدهم بـ"إعادة شحن البطارية المنهكة".

