دور قطر كوسيط في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
نشرت في 16/10/2025 – 13:30 GMT+2
تتصاعد التساؤلات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ويتزايد دور قطر كوسيط محوري في هذه الصفقة ومرحلة ما بعد الحرب. يعزى هذا الدور إلى النفوذ الذي تتمتع به قطر على حركة حماس، بوصفها أحد أبرز رعاتها في المنطقة. ومع ذلك، تشير تقارير إلى أن قطر غيرت من تعاطيها مع الحركة منذ وقت طويل.
دور قطر في إعلان نيويورك
تلفت الأنظار إلى أن قطر، بتوقيعها "إعلان نيويورك" في 29 يوليو/تموز إلى جانب دول عربية أخرى، وافقت للمرة الأولى على مبدأ إنهاء حكم حماس في غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية، تماشيًا مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة.
تغييرات في السياسة التحريرية لشبكة الجزيرة
كما تذكر التقارير بأن قطر سبق وأدانت "الهجمات التي نفذتها حماس ضد المدنيين في 7 أكتوبر"، في خطوة وصفتها بأنها نوع من التماهي مع مواقف السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتستطرد التقارير بالقول إن دور الدوحة لم يقتصر على التصريحات الرسمية فحسب، بل تجلى في ممارسة ضغوط متزايدة على حماس، حيث لوحظت تغييرات في السياسة التحريرية لشبكة الجزيرة – الوسيلة الإعلامية الأضخم – إذ أصبح تغطية القناة لحماس "أكثر تعقيدًا وتوازنًا".
تداعيات الضربة الإسرائيلية على الدوحة
تستعرض التقارير آثار الضربة الإسرائيلية على الدوحة في 9 سبتمبر الماضي، والتي وصفتها بالكبيرة، نظرًا لمكانة قطر لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتقول إن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قد صرّح في وقت سابق خلال مقابلة في بودكاست Taking the Edge Off the Middle East، بأن الشرق الأوسط أصبح رهينة لشخصين – القائد السابق لحماس يحيى السنوار ونتنياهو – مضيفًا: "واحد مات والآخر ما زال ينشر الفوضى."
تحول استراتيجي أم رد فعل؟
تشير التقارير إلى أن بعض الجهات تختزل تغير موقف قطر تجاه حماس بمسألة ضرب الدوحة، حيث تعتبر مؤسسة FDD أن "الضربة الإسرائيلية الفاشلة" أجبرت قطر على تعديل موقفها. ومع ذلك، تؤكد التقارير أن هذا التحليل يتجاهل التحول في سياسة الدوحة الذي بدأ في الصيف.
التحديان الأساسيان
تواجه قطر وفق التقارير تحديين مباشرين: الأول، استخدام خبرتها الطويلة في الوساطة، الممتدة منذ عهد جورج بوش الابن، لإقناع حماس بتفكيك أسلحتها، وهي عملية معقدة تشمل تحديد طبيعة الأسلحة، ومستقبل شبكة الأنفاق، والجهة التي ستستلم الأسلحة. أما التحدي الثاني، فيتمثل في تحويل الاهتمام نحو دعم السلطة الفلسطينية وتعزيز الإصلاحات استعدادًا للانتخابات المقبلة.
دعم البنية التحتية في غزة
وكانت قطر قد دعمت في السابق ترتيبات مؤقتة أدت إلى ضخ نحو 4 مليارات دولار في غزة منذ 2012، لتطوير البنية التحتية ومساعدة الأسر الأكثر فقرًا، لكنها واجهت اتهامات بأن جزءًا من هذا التمويل ذهب لدعم الأنشطة العسكرية لحماس، كما طالت الانتقادات مسؤولين إسرائيليين تلقوا أموالًا قطرية. ومع الدمار الهائل في غزة وتركيز العالم على دور قطر كوسيط، تسعى الدوحة الآن إلى تقليل القنوات الخلفية والاعتماد على آليات رسمية متعددة الأطراف مع تقدم عملية وقف إطلاق النار.

