الكسوف الكلي للشمس يؤثر على سلوك الطيور
مقدمة
في 8 أبريل 2024، شهدت أمريكا الشمالية كسوفًا كليًا للشمس، مما أدى إلى إعادة ضبط الساعات البيولوجية لبعض أنواع الطيور مؤقتًا. هذا الحدث الفريد قدّم فرصة نادرة لعلماء الحيوان لدراسة كيفية تفاعل الطيور مع التغيرات المؤقتة في الضوء.
الكسوف الكلي للشمس
خلق الكسوف مشهدًا مثيرًا عندما تحرك القمر بين الأرض والشمس، ليغرق في منتصف النهار في لحظات قليلة من الظلام الدامس على طول الطريق من مازاتلان، المكسيك، إلى سانت جونز في نيوفاوندلاند، كندا. وقال مؤلفو الدراسة التي نشرت يوم الخميس في مجلة ساينس إنه خلال وبعد الحدث، انطلق 29 نوعًا من الطيور في الغناء كما لو أن يومًا جديداً قد بدأ.
استجابة الطيور للکسوف
جاءت العديد من الملاحظات من علماء مواطنين يقعون عبر مسار الكسوف، مما ساعد على توسيع نطاق الدراسة. بالنسبة للعلماء الذين يتتبعون سلوك الحيوانات، قدم الكسوف تجربة طبيعية مثالية لمعرفة كيفية تفاعل الطيور مع التغيرات المؤقتة في الضوء، وهو أمر يصعب تحقيقه في بيئة مختبرية.
التطبيق المجاني
وقال أجيلار إن الحيوانات الأخرى، مثل البشر، تستمد إشاراتها من الضوء في روتينها اليومي. خلال كسوف الشمس الكلي لعام 2017، لاحظ العلماء ردود أفعال حيوانات حديقة الحيوان، حيث عادت بعض الطيور إلى مجاثم المساء بينما أصبحت الأنواع الليلية أكثر نشاطًا. لكن أغيلار وفريقها أرادوا توثيق الاستجابات عبر أنواع الطيور البرية على وجه التحديد.
النتائج
كان لدى مستخدمي SolarBird مهمة بسيطة: تحديد موقع الطائر، ومراقبته لمدة لا تقل عن فترة زمنية أثناء الكسوف، وتوثيق ما إذا كان يغني أو يطير أو يأكل، من بين سبعة سلوكيات أخرى. وقال الدكتور بول ماكلين، الأستاذ المساعد في هندسة الأنظمة الذكية في كلية لودي للمعلوماتية والحوسبة والهندسة بجامعة إنديانا بلومنجتون: "عندما نظرنا إلى قاعدة البيانات في تلك الليلة، رأينا المجتمع قد قام أيضًا بعمل سحره".
التأثيرات طويلة المدى
وتم تحليل التسجيلات المجمعة بواسطة BirdNET، وهو نظام ذكاء اصطناعي يمكنه التعرف على أنواع الطيور بناءً على نداءاتها. وقام الخبراء في الفريق أيضًا بتحليل أصوات العصافير. وكتب الباحثون في الدراسة أنه من بين 52 نوعًا من الطيور النشطة خلال الكسوف، أظهر 29 نوعًا تغيرات واضحة في أصواتهم.
أهمية الدراسة
وقد يكون فهم أنواع الطيور التي تتفاعل مع التغيرات في الضوء أمرًا أساسيًا مع سطوع العالم بسبب الوجود المتزايد للضوء الاصطناعي. وجدت دراسة حديثة أن التلوث الضوئي يمكن أن يعطل إشارات الجدول الزمني لدى الطيور، مما يجعلها تصدر صوتًا لمدة ساعة أطول من المعتاد، خاصة الطيور ذات العيون الكبيرة أو الأعشاش المكشوفة.
الخلاصة
أظهر الكسوف الكلي للشمس في أمريكا الشمالية تأثيرًا على سلوك الطيور، حيث أدى إلى إعادة ضبط الساعات البيولوجية لبعض الأنواع مؤقتًا. هذه الدراسة توفر نظرة ثاقبة حول كيفية تعامل الطيور مع التغير البيئي السريع، وتساهم في جهود الحفاظ على البيئة. يمكن أن يكون فهم أنواع الطيور التي تتفاعل مع التغيرات في الضوء أمرًا أساسيًا في الحد من التلوث الضوئي والحد من آثاره على مجموعة متنوعة من الأنواع الحيوانية.

