التحولات في شمال سوريا وتأثيرها على العراق
المقدمة
المشهد السوري لم يعد بمعزل عن القراءة العراقية، حيث باتت التحولات في شمال سوريا تُراقب من بغداد وأربيل كجزءٍ من معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي.
رؤية إقليم كردستان
من زاوية إقليم كردستان، تبدو القراءة أكثر وضوحًا وبراغماتية، خصوصًا مع موقف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني إدريس شعبان الذي علّق على اللقاء الأخير بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي. إن إقليم كردستان مع هذا التقارب، ويرون بأنه خطوة مهمة لتعديل وتصحيح الأوضاع، وأنه لا يمكن للكرد أن ينالوا حقوقهم في سوريا إلا من خلال الحوار مع دمشق.
رؤية بغداد
أما بغداد، فتنظر إلى التقارب السوري–الكردي من زاوية مختلفة، أكثر أمنيةً وأقل أيديولوجية. فلقاء الرئيس الشرع برئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري قبل أشهر مثّل نقطة تحوّل في التعاون بين البلدين لترسيخ التنسيق المشترك في مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود.
التأثير على الاستقرار الإقليمي
بهذا المعنى، تبدو دمشق بعيون عراقية مزدوجة: في نظر أربيل، هي شريك لا بد منه في تسوية الهوية الكردية السورية، وفي نظر بغداد، هي حائط صدّ أمني لا غنى عنه لضمان الاستقرار الداخلي. وبين هاتين العينين، تسير سوريا على حبلٍ دقيق من التوازنات، باحثةً عن مخرج سياسي وأمني يعيدها إلى خارطة المنطقة من بوابة الحوار لا الصراع.
الخلاصة
يجد العراق نفسه معنيًا أكثر من أي وقت مضى بما يجري غرب حدوده، لأن مصيره الأمني والسياسي يتقاطع مع مصير دمشق، سواء في الميدان أم خلف طاولات التفاهم.

