الكلمة المصورة وتحويل العمل الفني إلى وثيقة وطنية
استطاعت الكلمة المصوَّرة أن تُحوِّل العمل الفني القائم على نقل روح البطولة إلى وثيقة وطنية تُجسِّد الإخلاص والانتماء. بهذه الرؤية، قدَّم المدير العام التنفيذي للتواصل الاستراتيجي في وزارة الدفاع، عبد الرحمن بن سلطان السلطان، قراءته لتجربة فيلم "مهمة العوجا" خلال عرضه في جامعة الأعمال والتكنولوجيا، مؤكداً أنَّ الأفلام والإنتاج الدرامي يُعدان من أهم وسائل التواصل الحديثة، لإتاحتهما توثيق القصص الوطنية بلغة درامية قادرة على الوصول إلى الجمهور المحلي والعالمي على السواء. فميزة الدراما تكمن في قدرتها على تجسيد البطولات الإنسانية بلغة مؤثرة تنقل الصورة الحقيقية للواقع وتُخلِّدها في الذاكرة الجمعية.
تجربة فيلم "مهمة العوجا"
وأوضح السلطان أنَّ فيلم "مهمة العوجا" أبرز هذه القيمة، إذ عُرض على منصات البث المتنوعة، وعلى شاشات الخطوط الجوية السعودية، ونجح في توثيق تجربة نوعية تُبرز كفاءة القوات المسلحة السعودية واحترافيتها، مؤكداً علو مكانتها وجاذبيتها، ليس فقط على المستوى العسكري، بل في بُعدها الإنساني. وأضاف أنَّ الفيلم يُوجِّه مجموعة من الرسائل العميقة، أبرزها تأكيد قيم الشجاعة والتفاني والانتماء الوطني، والتذكير بأنَّ بناء الوطن مسؤولية أبنائه جميعاً، وهو لا ينهض إلا بسواعد مَن يُخلصون له ويُضحون.
رؤية مهنية ناضجة
وفي سياق حديثه، أشار السلطان إلى أنَّ وزارة الدفاع تسعى إلى تحقيق رسائلها الاتصالية عبر إنتاج الأعمال الدرامية والوثائقية التي تُسطِّر بطولات القوات المسلحة السعودية، وتُوثِّق قصصهم الملهمة بأسلوب فنّي مؤثر، لافتاً إلى أنَّ هذا التوجّه يعكس رؤية مهنية ناضجة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الرسالة الوطنية والجودة الدرامية. كما نوَّه بالتعاون القائم بين وزارة الدفاع و "الهيئة العامة للترفيه" في إنتاج فيلم حربي جديد أعلن عنه المستشار تركي آل الشيخ، مشيراً إلى أنَّ الأبواب مفتوحة لإنتاج مزيد من الأعمال التي تنقل الصورة الحقيقية لبطولات القوات المسلحة السعودية، وتُعزز حضورها في المشهدين المحلي والدولي.
أثر يتجاوز الشاشة
أعاد فيلم "مهمة العوجا" تعريف البطولة من منظور إنساني، إذ لم يكتف بسرد واقعة عسكرية بل كشف كيف تصنع التجارب الصعبة رجالاً أقوى وإيماناً أعمق. فقد أبرز دور القوات المسلحة السعودية في حماية أمن المملكة واستقرارها، وقدَّم صورة واقعية لاحترافية جنودها وتطوّر منظومتها الدفاعية، بما يعزز ثقة المواطنين بقدرتها وكفاءتها، كما جسد الفيلم التكاتف الوطني في أبهى صوره.
من السماء إلى الذاكرة الوطنية
بهذا المزج بين الفن والواقع العسكري، نجحت وزارة الدفاع في تحويل حدث من قلب العمليات إلى وثيقة وطنية محفورة في الذاكرة الجمعية، تؤثق الشجاعة وتبث الأمل، وتعكس رؤية مهنية ناضجة تسعى من خلالها إلى تحقيق التوازن بين الرسالة الوطنية والجودة الدرامية. وتحولت الحادثة الحقيقية إلى فيلم وطني بعنوان "مهمة العوجا"، من إنتاج وزارة الدفاع السعودية، ضمن رؤيتها لتعزيز الاتصال الاستراتيجي وتمكين الطاقات الوطنية.
صناعة بحجم الوطن
بدأت مرحلة الإعداد للفيلم بعمليات استكشاف ميدانية دقيقة لمواقع التصوير في مناطق العمليات لتجسيد التفاصيل الواقعية بأعلى درجات الدقة. شارك في تنفيذ العمل أكثر من 700 عنصر بشري من تخصصات عسكرية وفنية مختلفة، من أطقم جوية وموجية مقاتلات وشرطة جوية وإسناد هندسي ودفاع جوّي ومدفعية واستخبارات وأمن، إلى جانب كوادر طبية وميدانية. أما الجانب الفني، فتولاه فريق من المخرجين والفنانين والمصورين ومصممة أزياء ومديري مشروعات ومشغلي طائرات من دون طيار، إلى جانب فرق الدعم من السائقين وعناصر الإعاشة والميكانيكيين.
رمزية "العوجا"… بين الأرض والهوية
لم يكن اختيار الاسم مصادفة؛ ف "العوجا" هو الاسم التاريخي لنجد، مهد الدولة السعودية الأولى، ومركز الأصالة والشجاعة والكرامة. جاء الاسم ليجسد الرابط بين بطولات الماضي وتضحيات الحاضر، وليؤكد أن ما يحدث اليوم في ميادين الدفاع هو امتداد لتاريخ طويل من الفداء والعزة. كما استعرض الفيلم العادات والتقاليد السعودية الأصيلة، ما عزز الشعور بالهوية الوطنية المشتركة، ورسخ قيم الولاء والانتماء والتلاحم بين أبناء الوطن.

