إنها رسالة تحمل العديد من المعاني، التي تمر على الوجدان المصري؛ فتشعره بالفخر والعزة، بالإضافة إلى الفرحة العارمة والبهجة، التي يُبديها جموعُ هذا الشعب المحب لمؤسساته، المعتزّ بهويته، المسانِد لأبطاله، في كل ساحات وميادين العطاء والعمل والتميز والتفرد؛ إنه شعب مصر الذي يعبر عن وطنيته بطرائق مختلفة وغير مسبوقة؛ فالانتصارات المصرية تعني قوة الإرادة والعزيمة التي لا تعرف للمستحيلَ مسارًا، وهنا ندرك العلاقة الوطيدة بين القيادة السياسية والشعب والتي تؤكد على وحدة الاتجاه والانتماء لتراب هذا الوطن العظيم.
سعد جموع الشعب بالفوز المستحق للمنتخب المناضل، الذي تأهل إلى بطولة كأس العالم 2026م، والتي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك؛ لذا جمعت التهنئة من قبل الرئيس ما بين السعادة والانتصار الرياضي، وبين الحالة التي تعبر عن الاصطفاف والتماسك، وهذا يوضح أن الفرحة بكل أنواعها يتقاسمها الجميع دون استثناء، وهنا تتعالى الأماني والأحلام تجاه مزيد من التقدم والازدهار؛ ليصبح المستقبل مشرقًا بفضل التمسك بفلسفة العمل والاجتهاد وبذل أقصى ما في الوسع.
صدى تهنئة الرئيس يحمل في طياته ماهية الفخر بما يقدمه المخلصون من أبناء هذا الشعب الأبي في كافة المجالات والميادين، وهذا يؤكد على أن فخامة الرئيس يثمن ويشيد دومًا بالإنجازات التي تُعلي من قدر ومكانة هذا البلد، كما أن سيادته يسعد بسعادة أبناء وطنه الكرام؛ لذا يبادر في صياغة الرسالة التي تثلج صدور ووجدان المصريين، بما يبرهن على أن الروح الوطنية المصرية حاضرة على مدار الساعة وأن التجمع والالتفاف حول المصلحة الوطنية شعار المرحلة وأن النهضة يمسك بتلابيبها الجميع كل في مكانه ومجاله، وأن الريادة والصدارة للأمم تقوم قطعًا على سواعد شبابها الواعد دون مواربة.
تعني تهنئة الرئيس للمنتخب الوطني أن القلوب تنبض بإيقاع موحد تجاه حب الوطن الذي يسكن فيها؛ فلا تلحظ فوارق بين المصريين ولا ترصد تباين حول الإيمان بقيمة كيان الدولة ولا ترى اختلافًا على مصالحها العليا؛ ومن ثم يعبر الانتصار الرياضي على مشهد التلاحم والتناغم بين جموع الشعب صاحب الحضارة والتراث المشرف، كما أن المصريين يعشقون كل ما من شأنه أن يُعظّم ماهية الولاء والانتماء من خلال تجمعات تدعم مؤسسات الوطن العريقة، وهو ما يشير إلى الحقيقة التي يراها العالم بأسره؛ حيث تماسك الشعب المصري يشكل أعمدة قيام الدولة العظيمة بتاريخها وجغرافيتها وحضارتها.
رسالة تهنئة الرئيس للمنتخب الوطني تعبر عن حالة الدفء بين القيادة السياسية والشعب الأصيل؛ ومن ثم تتحول الساحة الرياضية لغذاء للوجدان المصري الذي لا يعبر عن فرحته فقط، بل، يؤكد على شراكته المستدامة لكل ما تمر به البلاد من فرح وكرب وتحدي وأزمة؛ فالجميع لا يعنيه مكاسب شخصية؛ لكن يهمه وطن عزيز على الأفئدة لا يقبل له الضيم ولا يرتضي أن ينال من وحدته أو أرضه أو مقدراته المعتدي، وما نشاهده في شوارع وربوع المحروسة من بهجة وسعادة تغلف الوجوه إنما يؤكد على الروح المصرية التي تحمل بين جنباتها الحب والعشق لهذا البلد الأمين.
سياق رسالة التهنئة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي تشير بوضوح إلى أن الدولة المصرية حاضرة على الدوام وبقوة في الساحة الدولية وفي كافة المجالات؛ فقد احتفينا بريادة مصر وقيادتها لمنصب رفيع لِابنِها البارّ الدكتور خالد العناني الذي تبوأ منصب المدير العام لليونسكو؛ ومن ثم تتعدد الأدوار الثقافية والرياضية والسياسية والاقتصادية والعسكرية التي تتفرد بها مصر؛ ليعي العالم أن عزيمة هذا الشعب ستبلغ عنان السماء، وأن الإرادة المصرية سوف تحقق الانتصارات تلو الأخرى بفضل الله – تعالى – وبمزيد من العمل المضني.
من رسالة التهنئة نتطلع لمزيد من التقدم والرقي والازدهار لكل من يحمل راية هذا البلد العظيم، ونتمنى من الله أن يوفق قيادتنا السياسية لمزيد من العطاء والصبر الجميل؛ حتى ينمو وينهض هذا الوطن الكبير، وأن تتحقق النجاحات تلو الأخرى والانتصارات والإنجازات التي تضاف للأجندة المصرية التي أضحت مشرفة في حقبة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله – تعالى – وسدد بالحق خطاه.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
____
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر

