الذهب يتجاوز حاجز 4 آلاف دولار للأوقية
تجاوز سعر الذهب في المعاملات الفورية، مستوى 4 آلاف دولار للأوقية للمرة الأولى، مدفوعاً بمخاوف تتعلق بالاقتصاد الأميركي والإغلاق الحكومي، والتي أعطت زخماً جديداً لموجة الصعود القوية للمعدن النفيس.
وقد صعد الذهب بنسبة 0.4% ليصل إلى 4001.11 دولار للأوقية، في لحظة تاريخية للمعدن الثمين، الذي كان يتداول بأقل من 2000 دولار قبل عامين فقط، محققاً عوائد تفوق الآن عوائد الأسهم خلال القرن الحالي.
أزمات اقتصادية وسياسية
وقد وقفز الذهب بأكثر من 50% خلال العام الجاري، وسط شكوب تتعلّق بالتجارة العالمية واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والاستقرار الأوضاع المالية في الولايات المتحدة.
أدى ذلك إلى تعزيز الطلب على أصول الملاذ الآمن هذا العام، في حين واصلت المصارف المركزية شراء الذهب بوتيرة مرتفعة.
كما شكلت بداية دورة التيسير النقدي للاحتياطي الفيدرالي عاملاً داعماً للذهب، الذي لا يدرّ فائدة، واستجاب المستثمرون من خلال الإقبال على الصناديق المتداولة في البورصة.
أفضل أداء سنوي
ويتجه الذهب نحو تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي الحقبة التي شهدت تضخماً مرتفعاً ونهاية ربط سعر الدولار بالذهب، ما أدى إلى ارتفاع المعدن النفيس بمقدار 15 ضعفاً.
وقد ضغط الرئيس الأميركي السابق، ريتشارد نيكسون، على الاحتياطي الفيدرالي، لخفض أسعار الفائدة، بينما بذل البنك المركزي بقيادة آرثر بيرنز "جهوداً محدودة" للحفاظ على استقلاليته، ما سمح بتفاقم التضخم لأسباب سياسية.
البنوك المركزية تقود موجة الصعود
وكانت البنوك المركزية المحرّك الرئيسي وراء موجة ارتفاع الذهب، إذ تحولت من بائعين صافين إلى مشترين صافين بعد الأزمة المالية العالمية.
وتضاعفت وتيرة الشراء بعد أن جمّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي في عام 2022، عقب الحرب الروسية الأوكرانية، ما دفع العديد من البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها.
كما عزز التضخم والمخاوف من احتمال معاملة الحكومة الأميركية للدائنين الأجانب بشكل أقل تفضيلاً، من جاذبية الذهب لدى صانعي السياسات.

