لا شك أن إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح ترامب، وتسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين “تكنوقراط” بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني، واستناداً للدعم العربي والإسلامي، خطوة نحو إمكانية توافق وطنى فلسطيني يُنهى الانقسام والخلاف الذى يعد السبب الأول فيما يحدث الآن، آيا كان وحشية الاعتداء، وخبث العدو الصهيوني..
وبالتالي يأتي هذا الرد في سياق، رمى الكرة من جديد لدى الرئيس ترامب، فيما يخص مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، والتى ترتبط بموقف وطني جامع يستند إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وتتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون (حماس) من ضمنه، وهو ما أكده قيادى أن الحركة ستدخل في مفاوضات على كل القضايا المتعلقة بالحركة وسلاحها.
وما يجب الانتباه إليه، هو رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذى جاء بالترحيب، ليضع الحركة أمام خيارين، إما تسليم الرهائن دون ضمانات بشأن الانسحاب وتوقف الحرب، وإما أن تدخل فى مرحلة مماطلة حتى تضمن أي ضمانات ما قد يعد رفضا من قبل الرئيس الأمريكي ترامب، ما يعنى تفاقم حدة الخلاف واتساعها والأخطر انعكاسها على غزة بترك نتيناهو يفعل ما يشاء..
وأيضا يجب الانتباه إلى مفردات الحرب الإعلامية في تحقيق الأهداف السياسية، خاصة أنه منذ بدء الصراع الإسرائيلى العربى، والكيان المحتل ومن ورائه الولايات المتحدة يستخدمون الإعلام كأداة لتنفيذ المخططات الصهيونية من خلال نصب فخاخ سياسية وإعلامية، ونموذجا اختزال الصراع بين حماس وإسرائيل وهذا ما يريده الكيان لتحييد الجميع، غير أنه يتم تسويق ذلك أوروبيا على أن حماس هي من تقف أمام السلام وإنهاء الحرب، غير أنها ثغرة تمكن نتنياهو من تحقيق هدفه وهو إطالة أمد الصراع.
لذلك، لا بد الانتباه من تصدير وتسويق هذا الصراع سياسيا وإعلاميا بما يتماشى مع ما تريده اسرائيل والولايات المتحدة فى إطار توظيفها لصالح أهدافهم.. ونموذجا محاولة تسويق المخطط الذى يفرض احتلال ووصاية دولية وعربية على القطاع ما يوفر غطاءا خبيثا لتوسيع اتفاقات التطبيع مع الكيان

