تحذيرات أمنية قبل الانتخابات في العراق
المخاطر الأمنية والتهديدات
تحذيرات أمنية من مخططات للفوضى تضع العراق أمام واحدة من أخطر مراحل ما قبل الانتخابات، حيث أصبحت صناديق الاقتراع مهددة بشكل صريح نتيجة محاولات منظمة تستهدف زعزعة الاستقرار وإرباك المسار الديمقراطي. تؤكد المعطيات المتوفرة أن المرحلة الراهنة تتسم بارتفاع مستوى المخاطر الأمنية والسياسية، الأمر الذي يفرض على الدولة وأجهزتها التعامل مع هذا التهديد بوصفه ملفًا جوهريًا لضمان نزاهة الاستحقاق النيابي.
تحليلات المختصين
حذر المختص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية عدنان الكناني من "زعزعة الاستقرار الأمني وإثارة الفوضى مع قرب انتخابات مجلس النواب"، مبينًا أن "في ظل الأجواء الانتخابية التي تعيشها البلاد واقتراب موعد الاستحقاق الديمقراطي، تبرز محاولات متكررة لزعزعة الاستقرار الأمني وإثارة الفوضى، بهدف التشويش على سير العملية الانتخابية والتأثير على إرادة الناخبين". تؤكد تحليلات قانونية معمقة أن مثل هذه التحذيرات لا يمكن فصلها عن سلسلة تجارب انتخابية سابقة شهدت انفجارات، اغتيالات، وتهديدات مباشرة للمرشحين، وهو ما جعل الأمن الانتخابي جزءًا من النقاشات الدستورية حول شرعية النتائج.
التهديدات والمخاطر
أوضح الكناني أن "هذه التحركات ليست عفوية، بل تأتي ضمن محاولات منظمة وممنهجة تستهدف النيل من ثقة المواطن بالمؤسسات الوطنية، وخلق بيئة من التوتر والقلق لثني المواطنين عن المشاركة في الانتخابات". تشير قراءات بحثية متخصصة إلى أن التنظيم الممنهج لأي نشاط يهدف إلى التشويش على العملية الانتخابية يعكس وجود مصالح سياسية كبرى، قد ترتبط بأحزاب أو بجهات خارجية تسعى لإضعاف حضور المواطن عند الصندوق.
دور الأجهزة الأمنية
وأضاف الكناني أن "الأجهزة الأمنية، وفق متابعتنا وتحليلاتنا، على درجة عالية من الجاهزية واليقظة، وتعمل بتنسيق مستمر مع الجهات القضائية والرسمية لضمان حماية المسار الديمقراطي، والتعامل بحزم مع كل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره". تفيد ملاحظات أكاديمية بأن التنسيق بين الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية يشكل ركيزة أساسية لردع أي تهديد محتمل، إلا أن الواقع الميداني أثبت أن الجاهزية وحدها لا تكفي ما لم تُدعم بخطط استباقية، وآليات رقابية صارمة، وإرادة سياسية تضع حماية الناخب فوق الحسابات الحزبية.
التحديات والرهانات
تذهب التحليلات المقارنة إلى أن العراق يقف أمام اختبار مركّب: كيف يضمن أمنًا انتخابيًا يرسخ الثقة ويُعزّز الشرعية، في وقت ما تزال فيه البيئة السياسية مشبعة بالانقسامات وبنفوذ السلاح. إن تحذيرات الخبراء الأمنيين تكشف عن عمق التحدي، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن الدولة تملك الأدوات لمواجهته إذا ما توافرت الإرادة المؤسسية. ومع اقتراب موعد الاقتراع، يصبح الرهان الأكبر على قدرة المؤسسات الأمنية والسياسية على حماية المسار الديمقراطي، وإثبات أن صناديق الاقتراع يمكن أن تعكس إرادة العراقيين بعيدًا عن الفوضى والتهديد.

