اتفاق تاريخي بين ديالى والسليمانية

إطار الاتفاق

كشفت اللجنة الزراعية في مجلس ديالى، اليوم الأربعاء (1 تشرين الأول 2025)، عن ورقة اتفاق مشترك مع حكومة السليمانية لضمان استمرار إمدادات المياه من سد دربندخان باتجاه ما وصفته بـ"شريان الحياة" في المحافظة.

خلفية الاتفاق

وقال رئيس اللجنة، رعد التميمي، إنه "ترأس وفداً من مجلس ديالى لزيارة حكومة السليمانية وعقد سلسلة لقاءات مهمة لبحث ملف المياه وإمداداتها من سد دربندخان باتجاه بحيرة حمرين عبر نهر ديالى"، مبيناً أن "السد من المفترض أن يطلق 50 متراً مكعباً في الثانية، إلا أن ما يصل فعلياً لا يتجاوز 8 أمتار مكعبة وأحياناً يرتفع إلى 10، وهي كميات محدودة جداً نتيجة التجاوزات الكبيرة على مجرى نهر ديالى ضمن حدود الإقليم".

أهمية بحيرة حمرين

بحيرة حمرين تمثل الخزان الاستراتيجي الأكبر لمياه ديالى، إلا أن مناسيبها تشهد تراجعاً مستمراً منذ سنوات بسبب قلة الإطلاقات من سدود الإقليم، إلى جانب التغير المناخي وزيادة التجاوزات. وقد حذرت تقارير رسمية في وقت سابق من أن البحيرة فقدت أكثر من نصف خزينها، ما انعكس مباشرة على الزراعة والشرب وحتى تجهيز محطات الكهرباء.

نقاط الاتفاق

وأوضح التميمي أن "ورقة الاتفاق تضمنت ثلاث نقاط رئيسية، وهي رفع التجاوزات عن مجرى النهر، ودفع المزارعين إلى الالتزام بالخطط الزراعية ومنع زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، فضلاً عن منع رمي المخلفات الصناعية ومخلفات الورش في النهر للحد من تلوث المياه".

تحديات التنفيذ

يرى مراقبون أن الاتفاق الجديد، وإن عكس تقارباً مرحلياً بين ديالى والسليمانية، إلا أن تنفيذه على الأرض سيكون التحدي الأكبر، خصوصاً مع استمرار الضغوط الزراعية والصناعية على مجرى نهر ديالى. ويشير خبراء المياه إلى أن أي تلكؤ في تنفيذ النقاط الثلاث سيعيد الأزمة إلى المربع الأول، لاسيما وأن الخلافات المائية بين المحافظات والإقليم تحولت في السنوات الماضية إلى ورقة ضغط سياسي.

التزام الأطراف

ولفت التميمي إلى أن "الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ قريباً، وهو يصب في مصلحة جميع الأطراف دون استثناء"، مشدداً على أن "بحيرة حمرين تعاني من تناقص مخزونها المائي يوماً بعد آخر، ما يستدعي الحفاظ على الإمدادات الواصلة من سد دربندخان لضمان توازن بين الإيرادات والإطلاقات".

مستقبل التعاون المائي

الاتفاق المعلن يمثل فرصة لإعادة التوازن إلى بحيرة حمرين التي تعاني نزيفاً مائياً متواصلاً، لكنه يحتاج إلى التزام فعلي من الأطراف كافة. وبحسب مختصين، فإن نجاح هذه الورقة لن يكون فقط في منع الجفاف عن ديالى، بل في رسم مسار جديد للتعاون المائي بين بغداد وأربيل.