عدت للتو من رحلة فى أسيوط حيث النشأة، تحديدا فى قرية الزرابى التابعة لمركز أبوتيج، سجلت ملاحظات عديدة فى مجالات متنوعة، لكن ربما لأنى متخصص فى الشأن الأمنى ولخبرتى الطويلة فى هذا القطاع أرانى مهتما به أكثر، لاعتقادى أن الأمن أساس الحياة، فلا اقتصاد ولا تجارة ولا زراعة ولا استقرار مجتمعى بدون سيطرة الأمن على المارقين واللصوص وحتى المنافقين.
الحق أقول لكم، لقد شعرت بارتياح تام فى ظل الاستقرار الأمنى بفعل رجال لا يتركون شاردة ولا واردة، تشعر كأنهم يبحثون عن عمل، ينتظرون تنفيذ مهمة، حتى أن الجرائم الكبرى اختفت تقريبا، كالقتل والاتجار فى المخدرات، خاصة الشابو، تجدهم يلاحقون حاملى الأسلحة النارية والبيضاء، ومن يطلقون النار فى الأفراح والمناسبات، تلاحظ بسهولة انتشار الارتكازات الأمنية فى الطرقات المظلمة ووسط الزراعات، والتى تستمر حتى الفجر، وفى النهار يشنون الحملات على الأوكار أو بقايا الأوكار إن أردنا الدقة.
كل ما سبق رصدته من رجال مباحث مركز أبوتيج بقيادة المقدم مصطفى جمال عبد الناصر ومعاونه الأول الرائد أحمد ناجى وعمرو عبد السميع وباقى الضباط، وفى النظامى رصدت بإشراف العقيد وائل نجاتى مأمور مركز أبوتيج استقرارا ورضا شعبيا سواء من أهالى المساجين والمحبوسين على ذمة قضايا، وتأكدت من حسن المعاملة وتوفير حياة إنسانية جيدة من حيث التيسير فى الزيارات وتفتيشها جيدا وحتى التهوية وتركيب مكيفات داخل الزنازين.
تفاصيل كثيرة جدا لن أرويها كاملة دون استئذان أطرافها من الأهالى لكن المحصلة النهائية أنه لا وساطة ولا محسوبية تنزع حق فقير أو ضعيف، فالضعيف سنده رجال المباحث بإشراف العقيد أحمد حربى رئيس فرع البحث واللواء محمد عزت مدير مباحث أسيوط والعميد مصطفى حسن رئيس مباحث المديرية.
إنها منظومة متناغمة ربما تطورت كثيرا عن الزيارة السابقة لى إلى أسيوط، وأنا حين أتحدث عن مركز أبوتيج أتحدث عن نموذج سائد فى كل مراكز وأقسام المحافظة، واقتصرت كلامى على أبوتيج مركزا وقسما لأننى شاهدت بعينى وسمعت بأذنى كل ما رويت، فالحال فى قسم أبوتيج يساوى المركز غير أن نوعية القضايا تختلف ما بين البندر والريف.
هذه المنظومة المتناغمة يقودها خبير أمنى قدير للغاية – أنا لا أنكر أنى أحبه – لكن الواقع ليس له علاقة بالمشاعر، إنه اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط الذى له تاريخ طويل فى مواجهة الجريمة سواء مديرا للبحث الجنائى أو قائدا فى الأمن العام أو مديرا لأمن أسيوط، إنه نموذج رائع لرجل الأمن الذى حقق المعادلة الصعبة، الضبط والحسم الأمنى ورضا الناس وحبهم للشرطة، ما أقوله حقيقة وليست مجاملة ولا أحتاج لأن أجامل فى المطلق، لكنها شهادة حق أردت فقط أن أقولها للسيد وزير الداخلية والقادة فى الجهاز الشرطى، وإلى كل من يهمه الأمر، وأقولها للشعب المصرى كله، لا حياة بلا أمن ولا أمان، ولا استغناء عن رجل الشرطة وصدقونى وأقسم لكم لو عرفتم – كما أعرف – قدر التعب والإرهاق والحرمان من الدفء الأسرى لرجال الشرطة لشكرتموهم ألف مرة على ما يتحملونه من ضغوط.
تحية من القلب للكل رجل أمن وكل شرطى صغير أو كبير وتحية للسيد وزير الداخلية وقادة الأمن فى الوطن، وتحية لرجال أمن أسيوط فى مختلف التخصصات، وتحية للرجل المقاتل اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط، والله من وراء القصد.

