ارتفاع أسعار الذهب: مكسب للحكومة وخسارة للمجتمع
الوضع الحالي
يشهد سوق الذهب العالمي موجة صعود متسارعة منذ مطلع 2025، مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية وتراجع الثقة بالأسواق المالية. هذا الارتفاع في أسعار الذهب أثر على العراق بوجهين متناقضين. من جهة، سيكون لهذا الارتفاع تأثير إيجابي على الاحتياطيات الرسمية للبنك المركزي، حيث سيشهد العراق زيادة في قيمة احتياطيه من الذهب. من جهة أخرى، سيكون لهذا الارتفاع تأثير سلبي على السوق المحلية، حيث سيتسبب في زيادة تكاليف الزواج والادخار الشعبي المرتبط بالذهب.
الآثار الاقتصادية
وفقًا للباحثين الاقتصاديين، سيستمر ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، مدفوعًا بزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي. هذه الزيادة في الطلب على الذهب سيكون لها تأثير إيجابي على استقرار العملة وسيدعم الاحتياطي النقدي للبنك المركزي. ومع ذلك، سيكون لهذا الارتفاع تأثير سلبي على السوق المحلية، حيث سيتسبب في زيادة تكاليف الزواج والادخار الشعبي المرتبط بالذهب.
الآثار الاجتماعية
الارتفاع في أسعار الذهب سيكون له تأثير سلبي على المجتمع العراقي. مع بلوغ سعر المثقال 765 ألف دينار، ارتفعت تكاليف المهور بنسبة تتراوح بين 30-40% مقارنة بالعام الماضي. هذا الارتفاع في التكاليف سيتسبب في صدمة لطبقات واسعة من المجتمع، حيث سيتأثر الشباب بشكل خاص بسبب زيادة تكاليف الزواج. بالإضافة إلى ذلك، سيتأثر الادخار الشعبي المرتبط بالذهب، حيث سينخفض قدرة الأسر على الادخار التقليدي عبر الذهب.
المستقبل
المستقبل يتوقف على قدرة العراق على استثمار المكاسب لتعزيز احتياطاته وتنويع أدواته الاقتصادية. يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات لتخفيف العبء على الأسر، مثل برامج ادخار بديلة أو سياسات ضبط أسعار محلية. بدون ذلك، سيبقى ارتفاع الذهب مكسبًا للحكومة وخسارة فادحة للمجتمع. يجب على العراق أن يجد حلولًا لتحويل المكاسب إلى استفادة المجتمع، chứ لا يجب أن يبقى الارتفاع في أسعار الذهب تحديًا في ميزان العدالة الاقتصادية والاجتماعية.

