الصدفية: دراسة تظهر تأثير النظام الغذائي المتوسطي في تخفيف الأعراض
الصدفية.. مرض مناعي مزمن
يصاب أكثر من 60 مليون شخص حول العالم بالصدفية، ويتميز هذا المرض ببقع حمراء متقشرة مع حكة مستمرة. ينجم المرض عن خلل في جهاز المناعة، حيث تهاجم بعض خلايا الدم البيضاء خلايا الجلد السليمة، مما يؤدي إلى تكاثرها بسرعة وظهور الطبقات الجلدية السميكة.
لماذا النظام المتوسطي؟
يتميز النظام الغذائي المتوسطي بتركيزه على الخضروات والفواكه وزيت الزيتون البكر والحبوب الكاملة والمكسرات والسمك والدجاج بكميات معتدلة. يحتوي هذا النظام على مضادات أكسدة مثل فيتامين C وE والبيتا كاروتين، إضافة إلى مركبات نباتية طبيعية ذات خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب، ما يساعد في تقليل الالتهابات ومقاومة الإجهاد التأكسدي، وهما عاملان أساسيان في زيادة حدة أعراض الصدفية.
دراسة حديثة
نشرت دراسة حديثة في مجلة JAMA للأمراض الجلدية أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي لمدة 16 أسبوعًا ساعد بشكل ملحوظ على تقليل أعراض الصدفية لدى المرضى المصابين بحالات خفيفة إلى متوسطة. وأظهرت الدراسة أن نحو نصف المشاركين الذين التزموا بالنظام الغذائي المتوسطي حققوا تحسنًا بنسبة 75% في شدة الأعراض، في حين لم يُسجَّل أي تحسن لدى المجموعة الأخرى التي اعتمدت حمية قليلة الدهون فقط.
تفاصيل التجربة
تمت التجربة في عيادة أمراض جلدية بالعاصمة الإسبانية مدريد، خلال الفترة الممتدة بين فبراير 2024 ومارس 2025، وشارك فيها 38 مريضًا يعانون من حالات خفيفة إلى متوسطة من الصدفية. قُسم المشاركون إلى مجموعتين، الأولى التزمت بالنظام الغذائي المتوسطي تحت إشراف اختصاصي تغذية، بينما اكتفت المجموعة الثانية بالحصول على إرشادات عامة لاتباع حمية قليلة الدهون من دون متابعة خاصة. وأظهرت النتائج أن 47.4% من أفراد المجموعة الأولى حققوا تحسنًا واضحًا في الأعراض، في حين لم يُسجّل أي تحسن لدى المجموعة الثانية، وذلك من دون ارتباط النتائج بفقدان كبير للوزن.
التأثير على جودة الحياة
لم يقتصر تأثير النظام الغذائي المتوسطي على تخفيف أعراض الصدفية الجلدية فحسب، بل امتد إلى جوانب أخرى من حياة المرضى، حيث ساهم في تحسين جودة النوم، وتقليل مستويات القلق، ورفع مستوى جودة الحياة اليومية بشكل عام.

