تأثير قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على الاقتصاد العالمي
تعد قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة من الأحداث المهمة التي تلقى متابعة دقيقة من الحكومات والمستثمرين حول العالم. هذا الاهتمام يرجع إلى التأثير المباشر الذي تملكه هذه القرارات على حركة رؤوس الأموال وأسعار العملات وأسواق السندات والأسهم.
دور الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي
باعتبار الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد عالمي، يشكّل أي تغيير في سياستها النقدية مؤشراً مهماً لاتجاهات الاقتصاد العالمي. يؤثر هذا التغيير بشكل متفاوت على الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء، مما يجعل متابعة هذه القرارات أمراً بالغ الأهمية.
خفض الفيدرالي أسعار الفائدة
بعد أشهر من الجدل الاقتصادي والانتقادات المتزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خفّض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي للإقراض بمقدار 0.25 نقطة مئوية ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4% و4.25%. هذا القرار يُعد أدنى مستوى منذ أواخر عام 2022.
من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى سلسلة من التخفيضات الإضافية خلال الأشهر المقبلة، مما يسهم في خفض تكاليف الاقتراض في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. غير أن القرار يحمل في طياته تحذيراً بشأن حالة الاقتصاد الأميركي، ويعكس إجماعاً متزايداً لدى الفيدرالي على أن سوق العمل بحاجة إلى دفعة تحفيزية عبر خفض أسعار الفائدة.
آراء رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في مؤتمر صحفي بعد الإعلان عن القرار: «لا يزال معدل البطالة منخفضاً، لكننا نرى مخاطر هبوطية». هذه التصريحات تبرز الحاجة إلى تعزيز الاقتصاد وتحفيز النمو.
تأثير القرار على الاقتصاد العالمي
لا تقتصر آثار القرار على أسعار الرهن العقاري وبطاقات الائتمان وحسابات الادخار داخل الولايات المتحدة، بل تمتد لتشمل اقتصادات أخرى حول العالم. البنوك المركزية التي تعتمد عملاتها على الدولار الأميركي، مثل هونغ كونغ والعديد من دول الخليج، تربط قراراتها النقدية بأسعار الفائدة التي يحددها الاحتياطي الفيدرالي.
تأثير القرار على المستثمرين
أما بالنسبة للمستثمرين خارج الولايات المتحدة، وخصوصاً في أسواق الأسهم الأميركية، فمن المرجح أن يكون خفض أسعار الفائدة خبراً إيجابياً. الفائدة المنخفضة تسهم في رفع أسعار الأسهم لأن الشركات تستطيع الاقتراض بتكلفة أقل وإعادة استثمار الأموال لزيادة الأرباح.
تفاعل البنوك العربية
سارعت المصارف في دول الخليج إلى اتخاذ إجراءات مماثلة عقب إعلان البنك المركزي الأميركي عن خفض سعر الفائدة. قرر البنك المركزي السعودي خفض معدل اتفاقية إعادة الشراء (الريبو) إلى 4.75%، والريبو العكسي إلى 4.25%. كما خفّض مصرف الإمارات المركزي سعر الفائدة الرئيسي على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة إلى 4.15%.
كما قام مصرف قطر المركزي بخفض سعر إعادة الشراء (الريبو) إلى 4.60%. هذه الإجراءات تشير إلى التأثير المباشر لقرار الفيدرالي على الاقتصادات العربية وتعكس الحاجة إلى مواكبة التغييرات العالمية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

