عندما تطوف ببيت الله الحرام، وتكمل سعيك بين الصفا والمروة، وما بين شعائر الحج أو العمرة، بل وعنما تقف بالموقف الأعظم بعرفات الله الذى يسع للملايين من ضيوف الرحمن، وأنت مازلت بـ”المذدلفة” ومتوجها إلى “منى” وعندما ترمى الجمرات، ومع الإفاضة، فطوافها، ثم طواف الوداع، فلا ترى حولك سوى سحب من النور وجبالا من البياض النقى الساطع هم ضيوف الرحمن الذى يحرمون من منازلهم وفى بلدانهم وهم يرتدون الإحرام من هذا القطن المصرى.
لك عزيزى “المصرى” أن تتخيل عدد ضيوف الرحمن بالحرمين المكى والنبوى فقط فى إحصائية شهر رمضان للعام الهجرى 1446 والميلادى 2025 فقد نشرت صحيفة “الشرق الأوسط فى 31 مارس 2025 م ـ 02 شوّال 1446 هـ أن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى أعلنت:”أنّ عدد زوار الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان الحالى، بلغ 122,286,712 معتمراً وزائراً”… واستطردت إلى “أنّ عدد المعتمرين بلغ 16,558,241، مقابل 75,573,928 مصلّياً فى المسجد الحرام، فيما بلغ عدد المصلّين فى المسجد النبوى 30,154,543”.
ولك عزيزى “المصرى” الحق فى أن تطلق عنان مخيلتك لترسم صورة هذه الحشود من ضيوف الرحمن وفقط خلال شهر رمضان وهى تتأبط إزار القطن المصرى وجميعهم يقبلون عليه لصفاته التى لا تضاهيها أية منسوجات من أقطان العالم.
وباستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى على الشبكة العنكبوتية للسؤال عن أسباب تميز الإحرام المنسوج من القطن المصرى دون غيره وكذلك أسباب لإقبال الحجاج والمعتمرين عليه، كانت الإجابة: “صناعة الإحرام من القطن المصرى تعتبر خيارًا شائعًا ومفضلًا، حيث يتميز القطن المصرى بجودته العالية وخصائصه التى تجعله مناسبًا للاستخدام فى أجواء الحج الحارة، وترجع فوائد استخدام القطن المصرى فى صناعة الإحرام إلى:
الراحة والتهوية، إذ يتميز القطن المصرى بنعومته وقدرته على امتصاص العرق، مما يوفر الراحة للحاج ويساعد فى تنظيم درجة حرارة الجسم خلال أداء المناسك، كما يمتص القطن الرطوبة بشكل فعال، مما يقلل من الشعور بالتعرق الزائد والانزعاج، كما أن القطن المصرى معروف بجودته العالية ومتانته، مما يضمن استمرار الإحرام لفترة طويلة بنفس الكفاءة، وهو أيضا ذا ملمس ناعم إذ يقلل من احتمالية حدوث تهيج أو حساسية للجلد، خاصة فى الأجواء الحارة، ونظرًا لمناخ مكة المكرمة الحار، يعتبر الإحرام المصرى من أفضل الخيارات للحجاج، حيث يساعد على تلطيف الجو، كما يمكن الاعتماد على الإحرام المصري لتحمل الاستخدام المتكرر.
وما زال القطن المصرى يحتفظ بشرته الزائعة الصين على غيره من أقطان العالم وعندما ينتصف شهر مارس وعلى مدار ثلاثين يوما حتى منتصف شهر أبريل من كل عام تبدأ زراعة القطن فى الوجه القبلى، ومع انتصاف يونيو وحتى نهايته تبدأ زراعته بالوجه البحرى، وترجع أسباب اختلاف المواعيد فى الزراعة بين الوجهين القبلى والبحرى إلى الظرف المناخى أولا، ثم السبب الثانى يرجع إلى أنه فى الوجه البحرى تأتى زراعة القطن عقب انتهاء محصول القمح، وهكذا طبقا للدورة الزراعية المناسبة لأراض ومناخ الصعيد وبحرى.
ومن أنواع وأضاف القطن المصرى والتى تتميز بالإنتاجية المرتفعة وهى سوبر جيزة 86 وسوبر جيزة 94 وسوبر جيزة 97 من فئة الأقطان طويلة التيلة للوجه البحرى، وسيتم التوسع فى صنف سوبر جيزة 97 من هذه الفئة، وكذلك الأصناف إكسترا جيزة 92 وإكسترا جيزة 96 وإكسترا جيزة 93 وإكسترا جيزة 45 من نوعية الأقطان فائقة الطول.
وبلغ إجمالى المعروض من القطن المصرى فى موسم 2024/2025 ما يقارب 107.8 ألف طن، وهو ما يمثل 2.15 مليون قنطار، وبلغت عدد الأفدنة المزروعة بالقطن فى موسم 2023/2024 ما يقارب 311.7 ألف فدان، وبلغت قيمة صادرات القطن المصرى من العملة الأجنبية إلى ما يقارب 602 مليون دولار عن العام السابق 2024 وتنافست أكثر من (15) دولة صناعية كبرى على استيراد القطن المصرى ومنها البورصات العالمية التي تتنافس على القطن المصري تشمل بشكل أساسي الدول التي تعتمد على القطن المصري طويل التيلة في صناعة النسيج، وعلى رأسها الهند وباكستان وبنغلاديش، نظرًا لجودة القطن المصري العالية، ومن الدول الأخرى التى تستورد القطن المصرى والتى تشمل الصين واليابان، مما يدل على أهمية الأقطان المصرية فى الأسواق العالمية، فضلا عن الإقبال المتزايد من جانب السوق الأوربية والأمريكية، إذ تنافس بورصات القطن العالمية على القطن المصرى.
وبهذا التفوق المطلق للقطن المصرى وتميزه تجد فى صحن المسجدين المكى والنبوى ضيوف الرحمن من الأجناس والقوميات المختلفة والناطقين بالغات واللهجات المتنوعة من مشارق الأرض ومغاربها جميعهم يقبلون على بيت الله وهم فى إحرامهم بالقطن المصرى، ما أعظمك يا مصر!.

