غموض "الشينوبي"
المهارات التي كان يتمتع بها النينجا كانت متنوعة، فقد كانوا ماهرين في تكتيكات التجسس والتخريب والاغتيال، وغالباً ما كان يتم تعيينهم من قبل اللوردات أو الحاكم للقيام بمهام سرية في اليابان الإقطاعية. حروف الكانجي اليابانية المستخدمة في تعريفهم هي 忍 و者، وتعنيان "التخفي والشخص". كان النينجا يعرفون أيضاً باسم "الشينوبي"، وهو فن يعلم الحيل التي يمكن استخدامها في اللحظات الحرجة، مثل القدرة على إخفاء الشخص نفسه ككاهن أو راهب متجول، أو امرأة أو فتاة من الجبال، والاختباء في الليل، وممارسة التجسس.
مهارات عالم لمحارب
على عكس محاربي اليابان المشهورين الآخرين، "الساموراي" الذين كانوا مقاتلين مدربين تدريباً عالياً من عائلات النخبة، كان النينجا ينحدرون من مختلف طبقات المجتمع. وعلى عكس "الساموراي" لم يكن النينجا ملزمين بميثاق شرف صارم "بوشيدو" يقتضي القتال وجهاً لوجه، فقد كان بإمكان أمراء الحرب توظيف النينجا للمشاركة في حرب عصابات من شأنها أن تُلحق العار بـ "الساموراي". وبما أنهم عملوا كمرتزقة وجواسيس، كان على النينجا أن يكونوا بارعين في التمويه والخداع، وعلى رغم أنهم يصوَّرون عادة كقتلة مدربين، إلا أنهم كانوا أكثر ميلاً إلى حشد مهارات التخفي والتشتيت والاستخبارات المضادة من القتل.
من مسرح العرائس إلى قاتل
عندما يتعلق الأمر بخزانة ملابسهم، قال الخبراء إن النينجا كانوا يرتدون أزياء تسهّل عليهم التجسس والاندماج مع السكان، على عكس صورتهم المحفوظة في الأذهان بالرداء الأسود، فقد قال باحثون أن النينجا كانوا يرتدون ملابس تنكرية، وعن هذا قال باحثون "على الأرجح، كان النينجا يرتدون ملابس مطابقة للمكان الذي يحاولون التسلل إليه، ويشمل ذلك حمل أغراض يومية، لذا فإن ارتداء ملابس سوداء بالكامل سيلفت الانتباه بالتأكيد". ويجب على النينجا أن يكونوا قادرين على تغيير أزيائهم بحسب الحاجة، فمن خلال براعتهم في التخفي، كانوا يتسللون غالباً إلى أهدافهم، لا في جنح الليل، بل في وضح النهار، متنكرين في زي تاجر أو كاهن بوذي أو فلاح أو فنان.
السمعة صنعت أسطورة
بدأ النينجا نشاطهم منذ القرن الـ 14، عندما استعان بهم "الدايميو" أو أمراء الحرب الإقطاعيون اليابانيون لأغراض الاستخبارات ومكافحة التجسس بشكل رئيس، لكن طبيعتهم السرية لم تترك لهم أثراً يُذكر في السجلات التاريخية، فمعظم ما هو متداول عنهم يأتي من نصوص كُتبت في القرن الـ 17 وما بعده. وقد أسهمت سمعتهم كمحاربين ماهرين ومرعبين محترمين ومخيفين من قبل أعدائهم إلى ظهور العديد من الأساطير والخرافات، التي صورها كثيرون على أنهم كائنات خارقة تقريباً ذات قوى سحرية.

