الوضع الإنساني في غزة يتفاقم مع استمرار النزوح القسري
يواجه سكان قطاع غزة تحديات إنسانية هائلة مع استمرار النزوح القسري الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، حيث يضطر الآلاف من الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم واللجوء إلى معسكرات إيواء غير كافية. وفقًا للمدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، فإن نحو 270 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح بالفعل، في حين لا يزال أكثر من 900 ألف شخص يقاومون المغادرة رغم القصف والإبادة المتواصلة.
النزوح القسري وتدمير البنية التحتية
أوضح البرش أن إسرائيل خصصت 12% فقط من مساحة غزة كمناطق إيواء، في محاولة لحشر ما لا يقل عن مليون و700 ألف شخص فيها. هذا النزوح القسري يأتي مع تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمنازل، مما يزيد من المعاناة الإنسانية للسكان. استهدفت القوات الإسرائيلية بشكل متعمد الكوادر الطبية والمستشفيات، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 1700 من العاملين في مجال الصحة.
إبادة صحية
أشار البرش إلى أن “الإبادة الصحية” تمثل وجها آخر للإبادة الجماعية في غزة، حيث دُمّرت المستشفيات واستُهدف الأطباء والمسعفون بشكل متعمد. هذا الوضع يُعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان ضد الإنسانية. ومع استمرار النزوح القسري وتدمير البنية التحتية، يجد السكان أنفسهم في مواجهة تحديات إنسانية هائلة، بما في ذلك نقص الوقود والأدوية والمياه الصالحة للشرب.
متاهة موت
وصف البرش الوضع في غزة بأنه “متاهة موت” حيث يُجبر السكان على ترك منازلهم والانتقال إلى مناطق مجهولة بلا طعام أو شراب أو مأوى آمن. يُستخدم الحصار والدمار والنزوح كأدوات مركبة لدفع السكان إلى الهلاك، بينما يقف المجتمع الدولي متفرجًا على هذه الكارثة. يحث البرش على تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لحماية الكوادر والمنشآت الطبية وتوفير الإمدادات الأساسية.
منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في مجاعة.尽管 سمحت إسرائيل بدخول كميات محدودة من المساعدات قبل أقل من شهرين، إلا أن هذه المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة. يُشير ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 65 ألفا و208 شهداء و166 ألفا و271 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى حجم الكارثة الإنسانية في غزة.

