تنطلق الدراسة بالمدارس والجامعات والمعاهد اليوم السبت، وأتمنى التوفيق لجميع الطلاب، أتمنى أن يُحدّدوا أهدافهم منذ البداية، أن يركزوا ويهتموا بالتحصيل، أن يجتهدوا ويهتموا بتنمية مهاراتهم، أن يبحثوا عن الكورسات التى تُغذّي عقولهم، الأمر ليس صعبًا فى ظل وجود كورسات مجانية من خلال الانترنت، لأن سوق العمل يحتاج مُتميّزين، وليس مجرد خريجين عاديين..
ويُمكِن الوصول إلى كورسات مجانية متنوعة عبر الإنترنت، من خلال منصات تعليمية عالمية، ومنصات عربية، تُقدِّم دورات في البرمجة، والتسويق الرقمي، وإدارة المشاريع، وتطوير الذات، وغيرها من المجالات الأخرى..
أُقَدِّم هُنا نصائح للطالبات في الثانوى والجامعة، أرجوكى إحترسي من زميلكِ ذو الكلام الحلو.. أخاف عليكِ من الاكتئاب.. الأرق.. البكاء والضياع بسبب الخِذلان..
ابتعدى يا صغيرتي فورًا عن زميلكِ التوكسيك، وهو الشخصية السامة، الشخص الذى يؤذى مشاعر من حوله، يؤثر سلبيًا على جهازك العصبي، فى وجود هذا الشخص يرتفع الضغط، يزداد التوتر، تشعرين وكأنكِ في معركة، هذه الشخصيات صعب التعامل معها، مثل الشكاك، وسيء الظن، والنرجسي الأنانى..
إبتعدى أيضًا يا صغيرتي عن الشخص الـ”جوست”، و هو مصطلح يصف سلوك إنهاء التواصل فجأة مع صديق دون أي تفسير أو إنذار واضح، فيترُك الطرف الآخر في حيرة، هذا السلوك يَشبِه اختفاء الشَبَح، عن طريق تجاهُل كل محاولات التواصل للوصول إليه..
ابتعدى عن العلاقات التى تتسِم بالسيطرة، التلاعُب العاطفي، الإهمال، الإهانة، إبتعدى عن الشخص الاعتمادى، الذى يعتمد عليكِ بشكل مُفرِط، ابتعدى عن المُستَغِل، والشخص الذى لا يتعاطف معكِ، إبتعدى عن من يُعاقبكِ بالصمت العقابي، حيث قد يلجأ الشخص “التوكسيك السام” إلى الصمت كوسيلة للعقاب أو الضغط.. الشخصيات السامة تتلاعب بمشاعر الآخرين لتحقيق أهدافهم، قد يشعرونكِ بالخوف من فَقدِهِم، للتأثير عليكِ، أو يُهدّدون باختفائهم..
سأجيبُ لكِ يا صغيرتي على سؤال: لماذا أَلفِتْ نظر الشخص التوكسيك وأتحوّل إلى هدف وفريسة؟!… الفتاة الجميلة، الشيك، المؤدبة، الأنيقة، التى تهتم برشاقتها، المُلفِتة، الذكية، الناجحة، الشاطرة، جميعها صفات تلفِت انتباه الشخص التوكسيك، الذى يهدف لتدمير ثقتك فى نفسك فيما بعد، فتتوقفى عن الاهتمام بنفسك، وتنسي مذاكرتك وامتحاناتك، وتخسرى مستقبلك..
في البداية.. سيقول لكِ صباح الخير.. أنا مُعجب بأخلاقك جداً.. إعتبريني أخوكى وصديقك.. سوف يتحدث معكِ كثيرًا.. حتى التَعَوُّد والتَعَلُّق والإدمان.. ثم سيختفي بدون أسباب!! لأنه يحِب هذه اللعبة.. قد يختفي أسابيع أو أكثر.. لن يرُد على رسائلكِ واتصالاتكِ.. فقط كان يوجد فضول وحُب استطلاع.. كان يريد معرفة تفاصيلك بدون هدف..
هُنا، انسحبي من هذه العلاقة فورًا.. بِلا تردُّد وبلا تفكير.. حتى لا تخسري مستقبلكِ.. إبتعدي عن زميلك التوكسيك يا صغيرتي.. الزملاء التوكسيك في الإعدادى والثانوى والجامعة، إبتعدى عنهم فورًا.. ذاكري وتفوَّقي.. شهادتكِ سلاحكِ لمواجهة التحديات القاسية فى الحياة.. ليس عيبًا أن تَتَحَوّلى إلى “سترونج إندبندنت وومان”.. فتاة أو إمرأة قوية مُستقلة، لأننا لا نملُك رفاهية الضعف والانهيار والاستسلام للفشل..
عندما تستيقظى.. قولى لنفسكِ كل المشاكل مؤقتة.. كل مُر سَيَمُر.. إسعى ولا تتوقفي واجتهدي ولا تقنطى من رحمة الله.. تقربي من الله دائمًا بالصلاة والعبادات، تحدثي مع الله دائمًا، ولن يتخلى الله عنكِ أبدًا..
النُضج ألا تتفاجئي بشيء، لأن كل الاحتمالات مُتاحة.. تناولي طعام صحى، ونامى عدد ساعات كافية.. دائمًا قولى لنفسكِ أنكِ تجاوزتى أيامًا كالجبال، فأنتِ لا تحتاجين لمن يقول لكِ أنكِ قوية.. سِر القوة ألا تنتظرى من أحد أن يُحِبُّكِ..
سيَنقِذَكِ الحديث مع والدتكِ من العديد من المشاكل.. الأسرار قد تؤدى لمشاكل لا علاج لها، تحدثي مع والدتكِ فى كل شيء ولا تخافي، لأن ما لا تستطيعي أن تحكيه لوالدتكِ، اعلمى جيدًا أنكِ هُنا تتعاملين مع شخص توكسيك، مؤذي سام، لأن والدتكِ دائمًا تبحث عن مصلحتكِ، وهدفها فى الحياة أن تكونى أحسن وأشطر بنت فى العالم..
مارسي يا صغيرتي رياضة المشى يوميًا لأكثر من نصف ساعة، فهى مفيدة للصحة النفسية والجسدية والعقلية.. حيث تساهم رياضة المشي فى الحفاظ على وزن صحي، وتحسين اللياقة البدنية، والوقاية من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم..
والحقيقة جميع النصائح السابقة أُوَجِّهُها للشباب والرجال أيضًا، أوجهها للمحترم ابن الأصول، الذى يعانى من الحساسية المفرطة، لوجود شخصية أو شخصيات توكسيك في حياته، أقول لكَ ركِّز على مستقبلك، ولا تربط سعادتكَ بأحد، حِب نفسك، وقدّر نفسك، وحافظ على ثقتك بنفسك، إشغِل نفسك بالدراسة والعمل دائمًا، ولا تسمح لأحد بِهَدْمِكْ..
أتمنى كل التوفيق والنجاح لأبنائنا وبناتنا فى مختلف مراحل التعليم، وأن يحفظكم الله، بعينه التي لا تنام، وأن يبعِد عنكم كل شر وأذى، وأن يرزقكم من نورُه فى قلوبكم، لتُميّزوا الخبيث من الطيب، وأن يحافظ عليكم جميعًا كما حافظ على سيدنا إبراهيم من النار، وكانت بردًا وسلامًا عليهِ، وأدعو الله أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين أن ينفع مصرنا الحبيبة بكُم..

 
									 
					

