أمريكا تشن حملة واسعة على الإعلانات الدوائية المضللة

تحديات الإعلانات الدوائية: بين الشفافية والتحيز

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عن خطوة حازمة لتنظيم الإعلانات الدوائية، حيث أرسلت آلاف الرسائل إلى شركات الأدوية لتطالبها بإزالة الإعلانات المضللة. بالإضافة إلى ذلك، ستُصدر نحو 100 رسالة إيقاف للشركات التي تلجأ إلى هذا النوع من الدعاية. هذا الإجراء يُشكل تصعيداً حاداً مقارنة بالسنوات الأخيرة، حيث لم ترسل الوكالة سوى رسالة تحذير واحدة إلى شركة أدوية في عام 2023.

تأثير الإعلانات على العلاقة بين الطبيب والمريض

قال مارتي ماكاري، مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إن "الإعلانات تُشوه العلاقة بين الطبيب والمريض، وتُزيد الطلب على الأدوية بغض النظر عن ملاءمتها السريرية". وأضاف أن "شركات الأدوية تُنفق ما يصل إلى 25% من ميزانيتها على الإعلانات، ومن الأفضل إنفاق هذه المليارات على خفض أسعار الأدوية".

إلغاء ثغرة تنظيمية

من أبرز عناصر المبادرة الجديدة إلغاء ثغرة تنظيمية تُعرف باسم "التوفير الكافي"، والتي أُقرت عام 1997 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. هذه الثغرة تتيح لشركات الأدوية بث إعلانات موجهة مباشرة للمستهلكين دون الالتزام بسرد شامل للآثار الجانبية المرتبطة بالأدوية. اللائحة الجديدة التي يتم إعدادها تُنهي هذا الاستثناء، وتُلزم الشركات بالكشف الكامل عن معلومات السلامة والمخاطر المحتملة في جميع الإعلانات.

رقابة على منصات التواصل الاجتماعي

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عن خطط لتوسيع رقابتها لتشمل الأنشطة الترويجية على منصات التواصل الاجتماعي، مستهدفةً بشكل خاص المؤثرين غير المعلنين الذين يروجون لمنتجات دوائية دون الإفصاح عن علاقتهم التجارية بالشركات المصنعة. وفقاً للوكالة، فإن هذا النوع من المحتوى الدعائي يُصعب على المرضى التمييز بين المعلومات الطبية المستندة إلى أدلة علمية والمحتوى الترويجي الذي يفتقر إلى الشفافية.

ردود الفعل على الحملة الجديدة

أثارت الحملة الجديدة التي أطلقتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتنظيم الإعلانات الدوائية ردود فعل واسعة من المسؤولين والخبراء في قطاع الصحة. أكد وزير الصحة، روبرت إف. كينيدي جونيور، التزام الإدارة بالشفافية، قائلاً: "جذبت الإعلانات الصيدلانية انتباه الأشخاص، وسنغلق هذا المسار الخادع ونُلزم الشركات بالكشف الكامل عن معلومات السلامة المهمة". في المقابل، عبر عدد من المتخصصين بالرعاية الصحية عن وجهات نظر متباينة حول فعالية هذه التدابير.