الرحلات الشاقة إلى سوريا: كيف يبقى رجال الأعمال على اتصال مع بلادهم أثناء الحرب
إذا كنت تعتقد أن رحلتك إلى العمل يوميا غير مريحة، فلك أن تتخيل عبور حدود في حالة حرب لتصل إلى مكان عملك، حيث نقاط التفتيش المسلحة، وأصوات إطلاق النار من حين لآخر، وطوابير اللاجئين الذين يغادرون بلادهم سيراً على الأقدام.
ذلك هو حال رجال أعمال سوريين من أمثال جهاد عوض، الذي اضطر إلى نقل تجارته إلى لبنان في أوائل عام 2012 بعد أن بدأت الإضطرابات في سوريا. ومع ذلك، صمم عوض على مواصلة عمله التجاري في وطنه حتى لو كان الثمن هو تحمل رحلة بالغة المشقة لمتابعة سير العمل والاطمئنان على عشرات الموظفين العاملين لديه.
رحلة متكررة وطويلة
يتحرك عوض في الصباح الباكر كل يوم اثنين من بيروت إلى دمشق بالسيارة، ليمكث يومين فقط ثم يعود. هذه الرحلة الشاقة هي جزء من إستثمار طويل الأجل على أمل الحصول على عائد في المستقبل.
وبالنسبة إلى مارون شراباتي، وهو مواطن لبناني يدير شركة لإمدادات الطاقة والطاقة المتجددة، فإن الإبقاء على مجال عمله في سوريا هو وسيلة لترك الباب مواربا حتى يحل السلام. السوق المحتملة “واعدة للغاية” على حد وصفه.
خيارات المستقبل
يقول عوض: “بوسعي أن أدير العمل من هنا لكني أذهب إلى سوريا لأظهر التضامن والتعاطف مع الموظفين والعمال في شركتي، ولكي أظهر للزبائن في سوريا أنني لست بعيدا، وأنني واحد منهم”. وبالمثل، يُضطر شادي خوري، وهو سوري يعمل مديرا إقليميا في الشرق الأوسط لشركة إيطالية متخصصة في توريد الماكينات اللازمة لتصنيع الأدوية، إلى أن يدير معظم أعماله من بيروت.
ويقول خوري: “هذا واجبي بالطبع، وإذا لم أواصل الذهاب إلى هناك فلن يجد الناس الدواء”. ويضيف خوري أنه من الصعب عليه أن يشعر بإرتياح في أي من البلدين، فمع عدم الاستقرار في سوريا، يقول خوري إن هناك شعورا بالكراهية إزاء السوريين في لبنان.
أما عوض فيعتبر وجوده في لبنان ورحلاته المكوكية المنتظمة إلى سوريا وسيلة مهمة للإبقاء على نشاطه التجاري، والتي انخفضت بنسبة 80 في المئة كما يقول، لكنه يؤمن بأنه “عندما يعود الاستقرار إلى سوريا، سيكون كل شخص هناك بحاجة إلى تلك الإمدادات الدوائية”.
