لا تحزن..اعرف أنك آويت قلبًا كان بردًا فهاجمك، وسندت ظهرًا أعياه الانحناء فطعنك، ومددت يدك لمن يتخبط في العتمة فردّها بنورك جحودًا.
لا تحزن على من علّمته الحروف ثم نطق باسمك خطأ، على من رفعت صوته بحبك فهاجمك بصوتٍ عالٍ من خلف ظهرك، على من أمسكت بيده خوف السقوط، فلما اشتد عوده دفعك لتسقط مكانه.
أعلم أنك أعطيت، وبذلت، وسهرت، وأنك ظننت أن الطيب يُقابل بالطيب، وأن المعروف لا يُكسر، لكن الحقيقة، لا تُقاس القلوب بما نمنحه، بل بطبيعتها الأصلية، وبعض القلوب من معدن الخذلان، لا تلمع حتى تُصدم.
توقف عن لوم نفسك لأنك أحسنت، ولا تُشكك في قيمة ما فعلت فقط لأن الرد جاء عكس التيار، الخير لا يُوزن بردود الأفعال، بل يُوزن عند من لا ينسى، عند الله.
وهؤلاء.. لا تمثلهم الحياة، هم الاستثناء لا القاعدة، مروا، نعم، تركوا غصة، صحيح، لكنهم مجرد فقرة في كتابك، لا تختم بهم الصفحات.
افرح، لأن ما حدث كشف لا كسر، درس لا ندم، كشف الله لك سترهم باكرًا ليُريح قلبك لاحقًا، أراحك من عتابٍ لا ينتهي، وانتظارٍ لا يجدي.
استمر.. طالما قلبك ينبض، فامنحه لمن يستحق، لا تندم على وقتك، على جهدك، على دعمك، لأن الخير لا يضيع، يتضاعف هناك، في ميزانٍ لا يختل.
واطمئن، الطيبون لا يخسرون أبدًا، بل يُنتقَون من وسط الزحام، ليكملوا طريقًا أنظف، مع من يشبههم.
لا تحزن..
الله لا يضيع معروفًا، والقلوب التي تُعطي، لا تُخذل، بل تُختبر.

