سباق نحو الذكاء الاصطناعي العام
دخل العالم في سباق استثماري محموم على الذكاء الاصطناعي، بلغ ذروته هذا العام مع إنفاق شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى ما يقارب 400 مليار دولار على البنية التحتية اللازمة لتشغيل النماذج الضخمة. ويقدّر محللون أن مجموع ما سيُنفق عالميا على مراكز البيانات حتى نهاية 2028 سيتجاوز 3 تريليونات دولار، ما يجعلها واحدة من أكبر موجات الاستثمار في التاريخ الحديث.
أصول قصيرة العمر ومخاطر تباطو
يقدّر التقرير أن أكثر من نصف الإنفاق الحالي يتجه إلى خوادم ورقائق متخصصة لا يتجاوز عمرها الافتراضي بضع سنوات. فإذا تراجعت شهية الاستثمار أو تباطأ تبني التقنية بسبب مشاكل في الأداء أو نقص الطاقة الكهربائية، قد يصبح جزء كبير من هذه الأموال "عديم القيمة".
انعكاسات اقتصادية واسعة
تُقدّر إيكونوميست أن طفرة الذكاء الاصطناعي أسهمت بما يقارب 40% من نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي خلال العام الماضي، رغم أن القطاع لا يمثل سوى بضعة في المائة من إجمالي الاقتصاد. وأي تباطؤ أو انهيار في هذه الطفرة سيترجم إلى تباطؤ اقتصادي واضح، مع انخفاض بناء مراكز البيانات وفقدان الوظائف المرتبطة بها.
بين الوعود والمخاطر
ترى إيكونوميست أن الدرس المستفاد من التاريخ هو أن الفقاعات الاستثمارية غالبًا ما تترك وراءها بعض الأصول المفيدة، كما حدث مع السكك الحديدية أو الألياف الضوئية، ولكن الفارق هذه المرة أن الجزء الأكبر من الاستثمارات موجّه إلى معدات سريعة التقادم، ما قد يترك أثرًا أقل ديمومة. وإذا تحقق السيناريو المتفائل ووصل العالم إلى الذكاء الاصطناعي العام، فقد يبدأ فصل جديد من النمو العالمي بمعدلات قد تصل إلى 20% سنويا.

