العنصرية ضد الفلاحين في مصر
صورة نمطية فجرتها السوشيال ميديا
احتفلت مصر قبل أيام قليلة بعيد الفلاح، إذ تتزامن تلك الذكرى مع قرارات الإصلاح الزراعي التي أقرتها ثورة يوليو من خلال إعادة توزيع الأراضي على صغار الملاك، بعدما استحوذ عليها الإقطاعيون على مدى عصور. ومع ذلك، تزامن هذا العيد مع تداول فيديو نال كثيراً من الغضب، ظهر فيه أحد الأشخاص وهو ينهال بالسباب على أحد المؤثرين المعروفين بسبب نزاع مروري، مردداً مراراً وتكراراً أنه "فلاح" باعتبار أنها سُبَّة كبيرة في جبينه.
تقسيم طبقي سياسي
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة. الفلاح المصري الذي لديه عيد باسمه، واعتبرته ثورة يوليو الشريك الأول في البناء، نظراً إلى أن مصر بلد زراعي، كثير من صادراتها المهمة هي محاصيل ذات سمعة براقة، إضافة إلى كونه من يسهم بالنصيب الأكبر في الأمن الغذائي للشعب، احتفت جدران المعابد الفرعونية برسومات وتماثيل أظهرت تمكنه من مهارات الزرع والحصاد وهندسة الري.
من ظلم مجتمع القرية؟
الواقعة السالفة الذكر وغيرها تطرح تساؤلات في شأن متى حدث التحول الصارخ في النظرة إلى فلاح؟ وكيف انتقل من شخصية يدين لها الجميع بالامتنان ويقدر قيمة عملها في الحضارة المصرية القديمة، بل ويفسح لها مكاناً في جداريات الفنانين، إلى أخرى يلصق بها أفراد المجتمع كل سلوك غير محبوب، على رغم أن صفات الكرم والشهامة والمؤازرة والمراعاة هي أيضاً من صفات الفلاحين غير المنكرة بالنسبة إلى عموم الناس.
العنصرية ضد الفلاحين
الأمر لصيق بالنظام السياسي، إذ كان وضع الفلاح مرتبطاً بصورة وثيقة بالطريقة التي تُدار بها البلاد، وفيما يتعلق بمصر على وجه الخصوص، فقد تناول المتخصص في علم الاجتماع السياسي بجامعة المنوفية أسامة رأفت تلك الظاهرة في دراسة بعنوان "العنف السياسي للدولة تجاه الفلاحين"، وهي دراسة ميدانية في قرية مصرية، إذ يشير إلى أن الفلاح يتسم بطبيعة متسامحة بصورة عامة، بالتالي فهو لا ينتفض إلا بعدما يضيق به الحال تماماً.
استمرار العنصرية
أبرز ما خلصت إليه الدراسة أن كل فئات البحث من الفلاحين يدركون وجود أشكال وأنماط متباينة من العنف السياسي مورست على الفلاحين من قبل أجهزة الدولة وسلطتها السياسية في المجتمع الريفي منذ فترات تاريخية مضت حتى ثورة الـ25 من يناير 2011. كما طالبت الدراسة بضرورة مراعاة الجانب المجتمعي بصورة ملموسة من طريق "الأخذ برأي الفلاحين وإشراكهم في اتخاذ القرارات أو في أي جهد تنموي يهدف إلى تطوير وتحسين مجتمع القرية المصرية".

